للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك أجزل الخير وأوفره، وأنتم تفون بهذا المقصود في ما تعملون من اختياركم، متى ظهر لكم التوجيه بهذا الرسم لأحد، وتعتمدون فيه أجمل معتمد، وشكرنا لكم على كل ما تذهبون إليه في جانبنا من تمشية الأغراض والمذاهب، وتحتفلون فيه من المساعدة الصادرة فيكم عن كرم الضرايب، وتبادرون إلى بذله من المكارمة المناسبة لما لكم في نحلتكم من إناقة المناصب، مما نكافىء به صدق مصادقتكم، ونتوخى فيه ما لا يعدل عن موافقتكم، جزاء لبركم بأمثاله، واعتناء بما يقضى لولائكم بدوامه واتصاله، بحول الله تعالى وقوته، وهو سبحانه ييسرنا لنيل الحسنى، والزيادة من فضله، ويأخذ ما في ديننا ودنيانا على أقوم سبله، ويجعلنا وإياكم بما يمنحنا من التوفيق، في أول رعيل من حزب الحق وأهله، بمنه وكرمه، لا رب سواه. وكتب في الثامن عشر من شهر ربيع الأول عام ثمانية وأربعين وستمائة.

٨

كتاب بتقليد خطة الشورى

صادر من أبي جعفر بن أبي جعفر بن أبي جعفر أمير مرسية إلى الفقيه أبي بكر بن أبي جمرة

هذا كتاب تنويه وترفيع، وإنهاض إلى مرقى رفيع، أمر بكتبه الأمير الناصر للدين، أبو جعفر بن أبي جعفر أدام الله تأييده ونصره، للوزير الفقيه الأجل المشاور الحسيب الأكمل، أبي بكر بن أبي جمرة أدام الله عزه، أنهضه به إلى الشورى، ليكون عند ما يقطع لأمر، أو يحكم في نازلة، يجرى الحكم بها على ما يصدر عن مشورته ومذهبه، لما علمه من فضله وذكائه، وجده في اكتساب العلم واقتنائه، ولكون هذه المرتبة ليست طريقة له، بل تليدة متوارثة عن أسلافه الكريمة وآبائه، فليتحملها تحمل المستقبل بأعبائها المحسن بأنبائها، العالم بمقاصدها المتوخاة المعتهدة وانحائها، والله يزيده تنويهاً وترفيعاً، ويبوئه من حظوته وتمجيده مكانا رفيعاً. وكتب في التاسع لذى حجة سنة ٥٣٩، الثقة بالله عز وجل (١).


(١) نقلنا هذا الكتاب من التكملة لابن الأبار (القاهرة) ج ٢ ص ٥٦٢؛، وقد فاتنا أن نلحقه بالوثائق المرابطية المنشورة بالقسم الأول فألحقناه هنا بالوثائق الموحدية

<<  <  ج: ص:  >  >>