أمير طليطلة، حينما تغلب عليه أخوه سانشو الثانى وعاش فى بلاطه حتى توفى أخوه؛ فلما ارتقى عرش قشتالة كان أعظم مشاريعه أن ينتزع طليطلة من يد القادر بن ذى النون ولد المحسن إليه. وفى سنة ٩٩٠ م قدّم برمودو (برمند) الثانى أخته زوجة لحاكم طليطلة المسلم. ولم يكن زواج الأمراء المسلمين من الأميرات والعقائل النصارى أمراً نادراً. وربما كان تاريخ بلنسية فى القرنين الحادى عشر والثانى عشر أسطع مثل لهذا الامتزاج والتفاهم بين الفريقين المتحاربين، ففيه يكثر التحالف بين المسلمين والنصارى ولاسيما أيام "السيد" وبعدها. وقد كان أمير بلنسية فى أواخر عهد المرابطين وأوائل عهد الموحدين محمد بن سعد المعروف بابن مردنيش ينتمى حسبما قدّمنا إلى أسرة من المولدين أعنى من أصل نصرانى، وكان يرتدى الثياب القشتالية، ويعتمد فى جيشه على الضباط والجند النصارى. ولم يحجم أمراء المرابطين فى الأندلس حينما انهارت دولتهم فى المغرب، وبدأ الموحدون فى انتزاع الأندلس من أيديهم، عن الإستعانة بألفونسو ريمونديس ملك قشتالة وحليفه غرسية ملك نافار على محاربة الموحدين. وهذا ما فعله بالأخص الأمير يحيى بن غانية آخر زعماء المرابطين بالأندلس حينما استعان بالقيصر ألفونسو السابع على الاحتفاظ برياسته لقرطبة. وهذا ما فعله أيضاً الخليفة الموحدى أبو العلاء المأمون حينما اتفق مع فرناندو الثالث ملك قشتالة، على معاونته بفرقة من الفرسان النصارى يستعين بها على استرداد العرش من خصومه. ولم ينقطع هذا التعاون بين المسلمين والنصارى حتى بعد أن بدأت مرحلة الإسترداد الأخيرة؛ فقد كان مؤسس مملكة غرناطة محمد بن الأحمر فى بداية أمره، ينضوى حسبما رأينا تحت حماية ملك قشتالة، ويتعهد بمعاونته فى حروبه ضد خصومه من المسلمين والنصارى. ونجد من الجانب الآخر أمراء النصارى، يلوذون من وقت إلى آخر بحماية المسلمين حتى فى ذلك العصر الذى تضاءلت فيه المملكة الإسلامية، فنرى الإنفانت فيلب حينما ثار على أخيه الملك ألفونسو العاشر، يلتجىء مع جماعة من النبلاء إلى حماية السلطان أبى يوسف المنصور المرينى ملك المغرب، ويستقرون ضيوفاً فى بلاط غرناطة، حتى انتهى ملك قشتالة إلى مصالحتهم واسترضائهم (١٢٧٠ م). وفى سنة ١٢٨٢ م اضطر ألفونسو العاشر نفسه حينما ثار عليه ولده سانشو وانتزع منه العرش، إلى الاستعانة بالسلطان أبى يوسف، وأرسل إليه تاجه مقابل ما ينفقه على معاونته، فاستجاب إليه وأمده بالمال والجند. وفى سنة ١٣٣٢ م ثار حاكم