للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روايته فى القرن السادس عشر ضمن مؤلف عنوانه La Mar de las Historias " بحر التواريخ". وهذه خلاصتها:

أن الذى أوفده الملكان الكاثوليكيان لاستلام الحمراء فى يوم ٢ يناير، هو الأستاذ الأعظم رئيس جمعية شنت ياقب، جوتيرى دى كارديناس، وليس الكاردينال مندوسا حسبما تروى التواريخ القشتالية. وأنه تسلم القصر والأبراج وأخرج منها الحرس المسلمين، ووضع بها الحرس النصارى، وأنه رفع الصليب الكبير فوق برج الحراسة ثلاث مرات، والمسلمون من أسفل يصعدون الزفرات ويذرفون الدموع، ثم لوح بعده ذلك بعلم شنت ياقب ثلاث مرات، ونُصب إلى جانب الصليب، وصاح المنادى بعد ذلك: القديس يعقوب ثلاثاً. قشتالة ثلاثاً. غرناطة لسيدنا الدون فرناندو ودونيا إيسابيل ثلاثاً.

وأن الملك فرناندو لما رأى الصليب، وهو فى جنده من أسفل، ترجل وجثا على ركبتيه، وجثا الجند جميعاً شكراً لله. ثم أطلقت المدافع ابتهاجاً.

وفى اليوم التالى الثالث من يناير، سار الكردينال مندوسا والكونت دى تندليا، الذى عين محافظاً للحمراء، إلى قصبة الحمراء فى نحو ألف فارس وألفى راجل، وسلم إليه الأستاذ الأعظم مفاتيح القصر والحصن.

وفى اليوم الثامن من يناير، سار الملكان الكاثوليكيان إلى غرناطة، فى موكب حافل من الأمراء والأكابر والأحبار والأشراف، وتسلم الملكان مدينة الحمراء بصفة رسمية. وأقيم القداس فى الجامع الأعظم، وحول الجامع منذ ذلك اليوم إلى كتدرائية غرناطة.

وفى ذلك اليوم أقيمت مأدبة عظيمة فى قصر الحمراء، ومدت الموائد الحافلة فى أبهاء القصر العظيمة، وجلس إليها الملكان والأمراء والعظماء، وكانت مأدبة رائعة.

ويستخلص من هذه الرواية، التى يؤيدها مؤرخون آخرون، أن أبا عبد الله لم يستقبل الملكين الكاثوليكيين ولا مندوبيهما وقت التسليم، ولم تقع بينه وبين الكردينال ولا بين الملكين، الأحاديث التى سبقت الإشارة إليها.

وإلى جانب ذلك يرى بعض النقدة المحدثين، أن أبا عبد الله حينما خرج للقاء الملكين الكاثوليكيين، قد فعل ذلك وهو فى صحبه وحشمه فقط دون أهله، وأنه خرج يومئذ من داره الملكية الخاصة بحىّ البيازين، ولم يخرج من قصر الحمراء، وأنه كان يعيش فى هذه الدار مع أهله وولده مذ عاد من الأسر،

<<  <  ج: ص:  >  >>