ورحم الله شوقى إذ يقول فى سينيته الأندلسية الشهيرة فى رثاء الحمراء:
لا ترى غير وافدين على التا ... ريخ ساعين فى خشوع ونكس
نقلوا الطرف فى نضارة آس ... من نقوش وفى عصارة ورس
وقباب من لازورد وتبر ... كالربى الشم بين ظل وشمس
وخطوط تكفلت للمعانى ... ولألفاظها بأزين لبس
وترى مجلس السباع خلاء ... مقفر القاع من ظباء وخُنس
لا " الثريا "ولا جوارى الثريا ... ينزلن فيه أقمار إنس
مرمر قامت الأسود عليه ... كلة الظفر لينات المجس
تنثر الماء فى الحياض جمانا ... يتنزى على ترائب ملس
آخر العهد بالجزيرة كانت ... بعد عرك من الزمان وضرس
يا دياراً نزلت كالخلد ظلا ... وجنًى دانياً وسلسال أنس
لا تحس العيون فوق رباها ... غير حور حُو المراشف لعس
كسيت أفرخى بظلك ريشا ... وربا فى رباك واشتد غرسى
هم بنو مصر لا الجميل لديهم ... بمضاع ولا الصنيع بمنسى
من لسان على ثنائك وقف ... وجنان على ولائك حبس
حسبهم هذه الطلول عظات ... من جديد على الدهور ودرس
وإذا فاتك التفات إلى الما ... ضى فقد غاب عنك وجه التأسى