للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعره فى الأندلس، وكتب فوق ذلك عدة كتب فى الأدب (١).

ومنهم ابن مرج الكحل، وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن على، أصله من جزيرة شُقر، وكان من شعراء عصره. وبرع بنوع خاص فى الغزل والشعر الوصفى المبتكر، وعاش حيناً فى غرناطة، وذاع صيته فى سائر نواحى الأندلس، وتوفى سنة ٦٣٣ هـ (١٢٣٥ م). ومن شعره يصف عشة، بنهر الفنداق الذى يمر بلوشة:

عرج بمنعرج الكثيب الأعفر ... بين الفرات وبين شط الكوثر

ولتغتبقها قهوة ذهبية ... من راحتى أحوى المراشف أحور

والروض بين مفضض ومذهّب ... والزهر بين مدرهم ومدنّر

والنهر مرقوم الأباطح والربا ... بمصندل من زهره ومعصفر

وكأنه وكأن خضرة شطه ... سيف يسيل على بساط أخضر

وكان ذاك الحباب فرنده ... مهما طفا فى صفحه كالجوهر (٢).

ومنهم عزيز بن عبد الملك القيسى؛ كان من أعيان مرسية واشترك فى حوادثها السياسية، واستطاع أن يظفر بإمارتها لمدى قصير، وتوفى سنة ٦٣٨ هـ (١٢٤٠ م) قتيلا، فى معركة نشبت بينه وبين خصومه، وكان شاعراً مجيداً، ومن قوله عندما حلت به المحنة:

ْنصحت فلم أفلح وخانوا فأفلحوا ... فأعقبنى نصحى بدار هوان (٣).

ومنهم علىّ بن ابراهيم بن على المعروف بابن الفخار، أصله من شريش وكان من أعلام الكتابة والنظم وتولى القضاء حيناً، وتوفى سنة ٦٤٢ هـ (١٢٤٤ م) (٤).

ومنهم إبراهيم بن سهل الإشبيلى. وقد كان يهودياً ثم أسلم، وبرع فى الشعر ولاسيما فى التوشيح، ومن أبدع شعره قصيدة طويلة نظمها فى مدح النبى. وقد توفى غريقاً فى النهر، وهو شاب فى عنفوانه، وذلك سنة ٦٤٩ هـ (١٢٥١ م).

ومن شعره قوله:

مضى الوصل إلا منية تبعث الأسى ... أدارى بها همى إذا الليل عسعسا


(١) ابن الأبار فى تكملة الصلة (رقم ١٨٩٥)، وصلة الصلة لأبى جعفر ابن الزبير ص ١٢٩.
(٢) راجع نفح الطيب ج ٣ ص ٢٦ و ٢٧ و ٢٨.
(٣) راجع صلة الصلة ص ١٦٥، وابن الأبار فى التكملة رقم ١٩٥٢.
(٤) راجع صلة الصلة ص ١٣٥، والتكملة رقم ١٩٠٧

<<  <  ج: ص:  >  >>