للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموشحات، وقد ترك مؤلفات كثيرة فى التفسير واللغة والأدب، وله شعر كثير ومن نظمه قوله فى موشحته:

إن كان ليل داج. وخاننا الإصباح. فنورها الوهاج. يغنى عن المصباح

سلافة تبدو ... كالكوكب الأزهر

مزاجها شهد ... وعرفها عنبر

يا حبذا الورد ... منها وإن سكر (١).

وكان الرئيس أبو الحسن على بن الجياب، وزير السلطان يوسف أبى الحجاج وكاتبه، فى طليعة أقطاب النثر والنظم فى تلك الفترة، ولد بغرناطة سنة ٦٧٣ هـ، وبرع فى الشعر والأدب، وتقلب فى مناصب الكتابة حتى غدا رئيساً لديوان الإنشاء، وكان من معاونيه فى الكتابة لسان الدين بن الخطيب وقد ورث منصبه عقب وفاته. وتوفى ابن الجياب ضمن ضحايا الوباء الكبير سنة ٧٤٩ هـ (١٣٤٨ م). ومن شعره قوله:

لله در الشباب عصرا ... فتح للخير كل باب

حفظت ما شئت فيه حفظا ... كنت أراه بلا ذهاب

حتى إذا ما المشيب وافى ... نَدَّ ولكن بلا إياب

ومنه فى الوعظ:

يا أيها الممسك البخيل ... إلهك المنفق الكفيل

أنفق وثق بالإله ترع ... فإن إحسانه جزيل (٢).

ومن شعراء ذلك العصر أبو عبد الله محمد بن جابر الأندلسى الهوارى الضرير، وقد رحل إلى المشرق، ومدح بعض أمرائه، وقصد إلى سلطان ماردين فأجزل صلته، وقد أشار ابن بطوطة الرحالة إلى ذلك عند ذكره فى رحلته لسلطان ماردين (٣)؛ ولابن جابر موشحات كثيرة ومدائح جيدة فى الصحابة وآل البيت، ومن شعره فى الغزل قوله:

شغفت بها حيناً من الدهر لم يكن ... سوى سكب دمعى فى محبتها كسبى

وما أصل هذا كله غير نظرة ... إلى مقلة منها أصغت لها قلبى


(١) راجع ترجمته وشيئاً من شعره فى فوات الوفيات ج ٢ ص ٢٨٢ - ٢٨٥.
(٢) راجع ترجمة ابن الجياب وشعره: نفح الطيب ج ٣ ص ٢٢٣ - ٢٢٩.
(٣) نفح الطيب ج ٤ ص ٣٩٣؛ ورحلة ابن بطوطة ج ١ ص ١٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>