للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد الحداد الشهير بالوادى آشى، وهو أيضاً من أهل وادى آش، وكان أديباً بارعاً وله تعليقات كثيرة على أدباء عصره، وقد غادر غرناطة قبيل سقوطها بقليل ونزل بتلمسان (١).

وأبو الحسن على بن محمد القرشى البسطى، وقد ولد فى بسطة ودرس فى غرناطة وتلمسان وتونس، ورحل إلى المشرق وأدى فريضة الحج، ثم استقر بعد عوده فى غرناطة. ولما اشتد ضغط النصارى على غرناطة عبر البحر إلى تلمسان، وعاش هناك حيناً حتى توفى سنة ٨٩١ هـ (١٤٨٦ م). وقد برع البسطى فى الرياضيات ووضع كتباً فى الحساب والجبر (٢).

وأبو الحسن على بن قاسم بن محمد التجيبى الزقاق، وقد درس فى غرناطة وفاس وتولى الخطابة فى غرناطة. ولما سقطت غرناطة فى يد النصارى، عبر البحر إلى المغرب، وتوفى سنة ٩١٢ هـ (١٥٠٦ م). ومن آثاره كتاب "المنهج المنتخب إلى أصول المذهب" فى الفقه المالكى (٣).

ومن أواخر الشعراء الذين ظهروا فى هذه الفترة، فترة الانهيار الأخيرة، شاعر من نوع خاص، هو عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم القيسى. وقد ترك لنا ديوانا، يضم قصائد عديدة تشير إلى بعض أحداث العصر مثل سقوط جبل طارق وحصار مالقة وسقوط أرشدونة وبلش وغيرهما من قواعد مملكة غرناطة؛ ويستدل من بعض إشاراته إلى أنه قضى ردحا من الزمن فى أسر القشتاليين؛ وهو يعترف لنا فى مقدمة ديوانه بأن شعره "منحط من الدرجة المتوسطة"، ولكنه مع ذلك مغتبط بنظمه وإنشاده. والظاهر أن عبد الكريم القيسى قد عاش حتى سقوط غرناطة أو قبله بقليل، إذ يضم ديوانه قصيدة فى رثاء ابن الأزرق، وهو قد توفى فى سنة ٨٩٥ هـ، والديوان فى جملته يلقى أضواء كثيرة على أحداث الصراع الأخير الذى انتهى بسقوط غرناطة، وتشير قصائده إلى كثير من شخصيات العصر من قادة، وكتاب، وقضاة وغيرهم (٤).


(١) راجع أزهار الرياض ج ١ ص ٥٥ و ٧١.
(٢) بروكلمان، المصدر السابق ج ٢ ص ٢٦٦.
(٣) بروكلمان، المصدر السابق ج ٢ ص ٢٦٥.
(٤) توجد نسخة مخطوطة من هذا الديوان بخزانة الرباط رقم ١٩٨ ق (مخطوطات الأوقاف)، وهو يقع فى ١٥٣ صفحة من القطع المتوسط

<<  <  ج: ص:  >  >>