للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يقول: "إنه اختفى وطرد الموريسكيين، الأدب المعطر، والشاعرية الشعبية، والخيال الممتع، ومصدر الوحى الذى كانوا يمثلونه. وقد غاض باختفائهم من شعرنا هذا التلوين والفن والحيوية والإلهام والحماسة، التى كانت من خواصهم، وحل محلها الظلام فى الأفق الأدبى خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر" (١).

وقد اطلعنا خلال إقامتنا بمدريد على كثير من الكتب والوثائق الألخميادية ولاسيما فى المكتبة الوطنية التى تحتفظ منها بطائفة كبيرة، ومنها كتب صلوات وأدعية وفقه، ومعظمها يفتتح بالبسملة والصلاة على النبى، وقد لفت نظرنا بالأخص مخطوط منها، وهو كتاب فى الصلاة والأدعية، تدل عبارته الاختتامية على أن اللغة العربية كانت ما تزال بالرغم من تحريمها ومطاردتها، تدرس وتكتب سراً حتى أواخر القرن السادس عشر، وإليك نص العبارة المذكورة:

"أفرغ للعبد من الله تعالى المعترف بذنبه الراجى غفران ذنبه، على بن محمد بن محمد شُكار من بلاد مزماذيانتى اليوم الآخر من جمادى الثانى يوما أربعة ولعشرين من شهر ماروس من يوم من ثلث منه عام ثمانية وتسعين تسع مائة من الحجرة النبى صلى الله عليه وسلم. ولعددا من المسيح منه عام وتسع وثمانين ألف وخمسمائة آمين آمين يا رب العالمين. تمت بحمد الله وحسن عونه وكان الفراغة ثم صلاة العصر" (٢).

واطلعنا كذلك على عدة من كتب الأدب الموريسكى، ومنها قطعة مخطوطة من كتاب يوسم بأنه "قصيدة يوسف"، وهو كتاب شعرى عن حياة يوسف لمؤلف مجهول (٣).

وهناك أيضاً طائفة من الكتب الدينية، ومنها كتب فى السيرة النبوية والتفسير والحديث والصلوات، وعدد كبير من الوثائق الموريسكية المختلفة، وكثير منها يفتتح بالبسملة ويتخللها، اسم الله والصلاة على رسوله.


(١) D. Pascual Boronat: Los Moriscos Espanoles y su Expulsion.
p. ٣٨٤, ٣٨٦ & ٣٨٩
(٢) يحفظ هذا المخطوط بالمكتبة الوطنية بمدريد برقم ٥٣٠٦ بفهرس المخطوطات العربية.
(٣) يحفظ هذا المخطوط بالمكتبة الوطنية برقم R. ٢٤٧. وتوجد من هذا الأثر الموريسكى أيضاً قطعة مخطوطة بمكتبة أكاديمية التاريخ بمجموعة جاينجوس، وقد وضع العلامة المؤرخ الأستاذ مننديث بيدال عن هذا المؤلف كتاباً نقدياً نشر فيه النص الألخميادى مقروناً بتخريج اسبانى بعنوان:
La Poema de Yuçuf (Granada ١٩٥٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>