للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم حاجة أنجزت إبرازها ... تبارك الرحمن ما أطوعك

وقوله:

ويحى على شادن كحيل ... في مثله يخلع العذار

كأنما وجنتاه ورد ... خالصة النور والبهار

قضيب بان إذا تثنى ... يدير طرفاً به أحوار

فصفو ودى عليه وقف ... ما اطّرد لليل والنهار

ومن قوله في الزهد:

يا من يراوغه الأجل ... حتى م يلهيك الأمل

حتى م لا تخشى الردى ... وكأنه بك قد نزل

أغفلت عن طلب النجاة ... ولا نجاة لمن غفل

هيهات يشغلك المنى ... ولا يدوم لك الشغل

فكأن يومك لم يكن ... وكأن نعيك قد نزل

وكان يؤثر مجالس العلماء والشعراء، ويعظمهم ويقربهم ويستدعيهم، ويرتاح لمديحهم. قال ابن حيان: " وكان مجلس الأمير عبد الله قبل الخلافة وبعدها، أعمر مجالس للفضائل، وأنزهها من الرذائل، وأجمعها لطبقات أهل الآداب والتعالم ". وكان في مقدمة أصدقائه وجلاسه زعيم شعراء العصر، أبو عمر أحمد ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد؛ وكان شاعر الدولة الأموية، ومادح أمرائها منذ الأمير محمد حتى الناصر؛ وموسى بن محمد بن حُدير المعروف بالزهد؛ وسعيد بن عمرو العكي؛ وعبيد الله بن يحيى بن إدريس الخالدي، وسعيد ابن عبد ربه ابن أخي صاحب العقد؛ وكلهم من أكابر الشعراء والكتاب.

وكان من أخص وزرائه في تلك المجالس العلمية، الوزيران العالمان الأديبان عبد الملك بن جَهور، وعبد الملك بن شُهيد. وكان من عادته أن يلجأ إلى العلماء وأهل الرأي في المشورة، ويستعين بآرائهم وأحكامهم فيما يواجه من أحداث وخطوب، وكان بقيّ بن مخلد فقيه العصر وأعظم علمائه أكثرهم حظوة لديه، وكان يبجله ويزوره في داره، ويقتبس منه، ويستمع لنصحه (١).


(١) المقتبس ص ٣٤ و٣٨ و٤١ و٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>