(٢) يطلق المؤرخون والجغرافيون العرب كلمة " الأندلس " على شبه جزيرة إيبيريا المكونة من اسبانيا والبرتغال (ياقوت في معجم البلدان تحت كلمة الأندلس. والروض المعطار ص ١). وتطلق في الرواية العربية أيضا على اسبانيا المسلمة، التي كانت عقب الفتح تشمل كل إسبانيا ما عدا جليقية وولايات جبال البرنيه. ولكن " الأندلس " تطلق في العصور المتأخرة وفي الجغرافية الحديثة على ولايات الأندلس الواقعة في جنوبي إسبانيا بين نهر الوادي الكبير والبحر، وبين ولاية مرسيه وإشبيلية؛ وما زالت " الأندلس " Andelucia تحتل في تقسيم اسبانيا الإداري الحاضر نفس هذه المنطقة. والرواية العربية تعلل هذه التسمية بصور مختلفة فتقول مثلا إنها سميت أندلس باسم أول من سكنها من قديم الزمان وهم قوم من الأعاجم يقال لهم أندلوش (نفح الطيب ج ١ ص ٦٧). ويقول ابن الأثير إن النصارى يسمون الأندلس إشبانة باسم اشبانس أحد ملوكها، وهذا هو اسمها عند بطليموس (ج ٤ ص ٢١٢). ولكن ابن خلدون يقدم لنا تعليقا أدق فيقول إنها سميت "الأندلس" باسم "قندلس" ولعلها فندلس، ومن الواضح أنه يقصد الفندال أى الوندال (ج ٢ ص ٢٣٥ في تاريخ القوط). ويقدم لنا البكري خلاصة دقيقة لهذه المسميات الجغرافية التاريخية فيقول في وصفه لجزيرة الأندلس، " إن اسمها في القديم إباريه Iberia من وادي إبره، ثم سميت بعد ذلك باطقة Baetica، من وادي بيطي وهو نهر قرطبة. ثم سميت إشبانية من إسم رجل ملكها في القديم كان اسمه إشبان. وقيل سميت بالإشبان سكنوه في أول الزمان على جرية النهر وما والاه. وقال قوم إن اسمها هو في الحقيقة إشبارية Hisperia =