للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغرسية سانشيز ملك نافار، وقفت في وجه المنصور في ظاهر بلدة صغيرة تسمى " قلعة النسور " (١)، وتقع في غربي مدينة سرية، وأنه وقعت بين المسلمين والنصارى، موقعة هزم فيها المسلمون، وقتل منهم عدة آلاف، وأن المنصور انسحب في قواته تحت جنح الظلام، ثم توفي بعد ذلك بقليل حزناً وغماً، أو من الجراح التي أصابته في الموقعة (٢).

ولا بأس من أن نقدم هنا خلاصة لما تذكره الرواية النصرانية من تفاصيل الموقعة، وإليك ما يقوله في ذلك المؤرخ لافونتي. ومما هو جدير بالذكر أنه يرجع بداية حوادثها إلى سنة ١٠٠١ م، وفي هذا الوقت كان ملك ليون ألفونسو الخامس الطفل ولد برمودو الثاني، وكان تحت وصاية منندو كونثالث كونت جليقية وزوجته دونيا مايور؛ وكان يحكم قشتالة الكونت سانشو غرسيس ولد غرسي فرناندز، ويحكم نافار الملك سانشو غرسيس الكبير.

يقول لافونتي: إنه في هذه السنة أعني سنة ١٠٠١ م، بدت في قلب اسبانيا المسلمة طلائع استعدادات عظيمة، وجمع ولاة شنترين وبطليوس وماردة كل قواتهم، وعبرت حشود عظيمة من الجند البربر إلى الجزيرة، وكانت هي الأمداد التي وعد بإرسالها المعز بن زيري من المغرب إلى المنصور، واجتمعت جيوش إفريقية والأندلس والبرتغال المسلمة في طليطلة، فهل كان المنصور يزمع أن يضرب قشتالة التي أتعبته مقاومتها الضربة الأخيرة؟ لقد تفاهم سانشو أمير قشتالة مع قريبيه ملكي ليون ونافار على التعاون على مقاومة الجيش الإسلامي العظيم، وأدرك الجميع ضرورة الاتحاد والتحالف. واجتمعت الجيوش النصرانية المتحدة في السهل الواقع جنوب مدينة سرية عند منابع دويرة، قريباً من مدينة نوماثيا Numacia القديمة؛ وكان يقود جيوش ليون وجلّيقية والأسترياس الكونت منندو وصي الملك الطفل ألفونسو الخامس، ويقود قوات قشتالة ونافار، كل ملكها.

وقدم المسلمون، وقد انقسمت قواتهم إلى شطرين، قوات الأندلس وقوات البربر؛ وساروا تواً نحو ضفاف نهر دويرة، حتى التقوا بالنصارى في


(١) وهي بالإسبانية Calatanazor
(٢) Cronica General ; ibid ; Vol. II. p. ٤٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>