للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصْل الخامِسُ عبد الرحمن بن المنصور وسقوط الدولة العامرية

نظام الطغيان العامري. كيف كانت تلطفه عبقرية المنصور. ظهور مثالبه في عهد عبد الملك. عبد الرحمن المنصور يخلف أخاه. يتقلد الحجابة. تلقيبه بشنجول أو شانجه الصغير. إنحرافه وسوء خلاله. تودده للخليفة هشام. تلقبه بالمأمون وناصر الدولة. شروعه في اغتصاب ولاية العهد. ضغطه على هشام لتحقيق ذلك. مرسوم ولاية العهد ونصه. جلوس عبد الرحمن في الزاهرة. عكوفه على الشراب واللهو. إرغامه الكبراء على لبس العمامة. خروجه إلى الغزو. يخترق أراضي ليون. إعتصام النصارى بالجبال. ارتداد عبد الرحمن. أنباء الإنقلاب في قرطبة. الاضطراب في الجيش. سيره إلى قلعة رباح. سخط أهل قرطبة على بني عامر. المؤامرة وعناصرها. الذلفاء والدة عبد الملك ودورها. ترشيح محمد بن هشام للخلافة. نضج المؤامرة وتهيؤ الظروف لتنفيذها. مهاجمة المتآمرين للقصر. مصرع عبد الله بن أبي عامر. موقف الخليفة هشام وتصرفه. إقتحام العامة للقصر. الزاهرة وتسليمها. إقتحام الجموع لها ونهبها. إستيلاء المهدي على أموالها ونفائسها ثم تدميرها. نبوءة المنصور بخراب الزاهرة. وقوف شنجول على خبر الانقلاب وحيرته. يناشد أهل الثغر تأييد هشام. تخلي زعماء الجند عن نصرته. شنجول وصديقه ابن غومس. مسيره صوب قرطبة. فرار البربر تحت جنح الظلام. مسيره إلى أرملاط. التجاؤه وابن غومس إلى الدير. وقوعهما في يد فرسان المهدي. القبض على حشم شنجول ونسائه. مقتل شنجول وابن غومس. ما يقوله شاهد عيان عن هذه الحوادث. تأملات عن انهيار الدولة العامرية.

كانت وفاة عبد الملك المظفر، فاتحة لفترة من أعجب فترات التاريخ الأندلسي وأشدها غموضاً واضطراباً، وكانت نذيراً بانقلاب من أعنف ما عرفت الأندلس وأشدها تقويضاً لبنائها وسلامها ورخائها.

مضت خمسة وثلاثون عاماً على حكم الطغيان المطبق، الذي فرضه المنصور ابن أبي عامر على الشعب الأندلسي، وقضى في ظله على سلطان الخليفة الشرعي، ومحيت رسوم الخلافة، وسحقت العصبية العربية، وطوقت أعناق الشعب بأغلال خانقة. وبالرغم مما نعمت به الأندلس أيام المنصور من الاستقرار والعزة والرخاء، فإن الشعب لم يكن يرى في المنصور، سوى مغتصب للسلطة الشرعية، وكان يتوق إلى التحرر من هذا الطغيان الذريع، والتخلص من وطأة الصقالبة والبربر، والعود

<<  <  ج: ص:  >  >>