(٢) يقدم كوندي رواية أخرى عن مصير الهيثم، فيقول إن أمر عسفه وجوره نمى إلى الخليفة هشام بن عبد الملك، فانتدب محمد بن عبد الله الأشجعي للتحقيق معه. فلما تحقق صحة التهم المنسوبة إليه عزله وسجنه وصادر أمواله، وأطلق الذين اعتقلهم ظلما. ويقول كوندي أيضا إن الأشجعي هو الذي اختار عبد الرحمن الغافقي لولاية الأندلس، لما تحقق من شجاعته وحزمه بتفويض لديه من الخليفة Condeibid.V.I.p. ٨١ ويأخذ دوزي بهذه الرواية (( Hist.V.I.p. ١٣٧. وكوندي يستقي روايته من بعض المصادر العربية الإسبانية، ولكنه لا يعين هذه المصادر. على أن المصادر العربية التي أمامنا تجمع على أن ولاية الهيثم اختتمت بوفاته، وأن الأشجعي خلفه باختيار الجماعة (البيان المغرب ج ٢ ص ٢٧، ونفح الطيب ج ٢ ص ٥٨ عن ابن بشكوال، وابن خلدون ج ٤ ص ١١٩). (٣) تختلف الرواية الاسلامية في تارخ ولاية عبد الرحمن، فيقول الضبي إن تعيينه كان في ْحدود سنة ١١٠هـ (بغية الملتمس رقم ١٠٢١)، وكذا ابن بشكوال (نفح الطيب ج ٢ ص ٥٦). ويقول ابن عذارى إنه كان في صفر سنة ١١٢ (ج ٢ ص ٢٨)، وابن حيان إنه كان في صفر سنة ١١٣ (نفح ج ٢ ص ٥٦). وهي أرجح رواية فيما نعتقد وبها أخذنا لاتفاقها مع سير تواريخ الولاة المتقدمين. (٤) راجع ابن عبد الحكم ص ٢١٦، ٢١٧ وبغية الملتمس رقم ١٠٢١، والحميدي في جذوة المقتبس ص ٦ و٢٥٥.