ونالوا مناهم وحازوا المدى ... وقد جاز ذاك وما يشعرون
ومنها:.
أباديس أنت امرء حاذق ... تصيب بظنك مرمى اليقين
فكيف تحب فراخ الزنا ... وقد بغضوك إلى العالمين
وكيف استنمت إلى فاسق ..
. وقارنته وهو بئس القرين
وقد أنزل الله في وحيه ... يحذر من صحبة الفاسقين
فلا تتخذ منهم خادماً ... وذرهم إلى لعنة اللاعنين
فقد ضجت الأرض من فسقهم ... وكادت تميد بنا أجمعين
وكيف انفردت بتقريبهم ... وهم في البلاد من المبعدين
وإني احتللت بغرناطة ... فكنت أراهم بها عابثين
وقد قسموها وأعمالها ... فمنهم بكل مكان لعين
وهم يقبضون جباياتها ... وهم يخصمون وهم يقصمون
وهم يلبسون رفيع الكسا ..
. وأنتم لأوضاعها لابسون
وهم أمناكم في سركم ... وكيف يكون أميناً خؤون
وقد لابسوكم بأسحارهم ..
. فما تسمعون ولا تبصرون
ومنها في التحريض على ابن نغرالة وقومه:
فبادر إلى ذبحه قربة ... وضح به فهو كبش سمين
ولا ترفع الضغط عن رهطه ... فقد كنزوا كل علق ثمين
وفرق عراهم وخذ مالهم ... فأنتم أحق بما يجمعون
ولا تحسبن قتلهم غدرة ... بل الغدر في تركهم يعبثون
فقد نكثوا عهدنا عندهم ... فكيف تلام على الناكثين
فلا ترض فينا بأفعالهم ... فأنت رهين بما يفعلون
وراقب إلهك في حزبه ... فحزب الإله هم المفلحون (١)
ووقع الانفجار في مساء يوم السبت العاشر من شهر صفر سنة ٤٥٩ هـ
(١) نشر ابن الخطيب في أعمال الأعلام هذه القصيدة بأكملها وهي في ثلاثة وأربعين بيتاً ص ٢٣١ - ٢٣٣، ونشرها دوزي في كتابه Recherches; V,I.App.XXVI