للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

برغش على ما يرجح في سنة ١٠٤٣ م، وكان أبوه لايان كالفو قاضي قشتالة في عهد الملك فرويلا الثاني. ولا يعرف التاريخ شيئاً عن حياته الأولى، بل كل ما فيها يرجع إلى الأسطورة والقصة. وكان بدء ظهوره في ميدان الحوادث، عقب وفاة فرناندو الأول ملك قشتالة وليون في أواخر سنة ١٠٦٥ م، ونشوب الخلاف بين أولاده، فقد انضم " السيد " يومئذ إلى ولده سانشو (شانجه) وسار مع قوات حليفه أحمد بن سليمان بن هود صاحب سرقسطة، لمحاربة راميرو ملك أرجوان، وقد هزم في جرادوس سنة ١٠٦٨ م. ثم كان إلى جانب أخيه سانشو سنة ١٠٧١ م، حينما نشبت الحرب، بينه وبين أخيه ألفونسو ملك ليون، قد هزم سانشو في البداية، ولكنه عاد وجمع فلوله تحت جنح الظلام، ودهم أخاه بإرشاد " السيد " وهزمه وأسره.

ولبث " السيد " يحارب إلى جانب سانشو ملك قشتالة، حتى قتل هذا الملك أمام أسوار سمورة في العام التالي (١٠٧٢ م). فانتقل إلى خدمة أخيه ألفونسو.

الذي تولى عرش قشتالة أيضاً بعد مصرع أخيه. ولما اشتد بأس ألفونسو على ملوك الطوائف، وأخذ يرهقهم بمطالبه في الجزية، كان رسوله إلى ابن عباد صاحب إشبيلية في سنة ١٠٧٩ م هو " السيد " نفسه، وقد اشترك " السيد " يومئذ مع قوات ابن عباد، في معركة وقعت بينه وبين الأمير عبد الله صاحب غرناطة، وقد كان يغير على أراضيه مع سرية من الفرسان النصارى، فهزم عبد الله، وسر المعتمد لذلك، وأدى الجزية المطلوبة مع طائفة كبيرة من التحف والهدايا برسم ملك قشتالة (١).

وقضى السيد في بلاط ملك قشتالة، عامين آخرين. ولكن الظاهر أن الدسائس كانت تعمل ضده حتى قيل إنه احتجز لنفسه الهدايا والتحف، التي تلقاها من المعتمد برسم مليكه. هذا إلى أن الملك ألفونسو لم ينس له قط وقوفه ضده إلى جانب أخيه سانشو، وانتصاره عليه، وقد كان يشعر من ذلك الحين


= (الذخيرة القسم الثالث - المخطوط لوحة ١٩ أ). وكذا يسميه ابن الأبار بالكنبيطور (الحلة السيراء، دوزي ص ١٨٩، والقاهرة ج ٢ ص ١٢٥)، وابن الخطيب في أعمال الأعلام ص ٢٠٣.
ويقول لنا ابن عذارى إن كلمة "القنبيطور" معناها "صاحب الفحص" ج ٣ ص ٣٠٥.
(١) R.M.Pidal: ibid, p. ٢٥٦ & ٢٦١

<<  <  ج: ص:  >  >>