للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالإفصاح [١] .

فمن ذلك أنّهم كنوا عن الفرج فقالوا: كشف علينا متاعه. فصار المتاع والفرج سواء. والفرج والقبل والدّبر كلّه أيضا كنايات: وكذلك الخلا والحشّ والغائط كلّها كنايات. وكذلك البراز [٢] والزّبل والنّجو كنايات، والاسم الخرو، وجمعه خروان [٣] .

وقالوا في الكناية: فلان يدعو إلى نفسه، فلما طال ذلك وكثر قام في القبح مقام الأوّل.

وقالوا في الكناية عن قولهم: زنت فلانة: قحبت. والقحاب:

السّعال. وقال الشاعر في شاة له:

وإذا ما قحبت واحدة ... جاوب المبعد منها فخضف [٤]

فكأنّهم كانوا في التقدير يضعون سعلت مكان زنت، فلما طال ذلك صار قولهم: قحبت، أقبح من قولهم: زنت.


[١] في الأصل: «كالأوضاح» .
[٢] البراز، بالفتح: الغائظ. وأصل البراز الفضاء الواسع. ويقال في الغائط أيضا البراز بالكسر، كما في اللسان. وفي الأصل «التراب» تحريف غير مراد. وفي الحيوان ١: ٣٣٣:
«وكل شي سواه- أي سوى الخرء- من رجيع وبراز وزبل وغائظ، فكله كناية» . وانظر لهذه المصطلحات الحيوان ١: ٣٣٠- ٣٣٤.
[٣] الخرء والخرآن، بالهمز، وقد استعمل التسهيل هنا كما في كفء وكفو، وبطء وبطو، وهزء وهزو، وانظر شرح الرضي للشافية ٢: ٣١٢- ٣١٣.
[٤] في الأصل: «واحدة وزنت» وكلمة «وزنت» مقحمة تفسد الوزن. وفي الأصل أيضا: «جاوب المبعر» ، والوجه ما أثبت من الحيوان ١: ٣٣٤.

<<  <   >  >>