للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن البرصان:

بنو عبد الأعلي الشّيباني [١]

الشعراء الخطباء: عبد الله [٢] ، وعبد الصّمد [٣] ، وأخوهما. وكان هشام بن عبد الملك بعث بهم إلى يوسف بن عمر، وكانوا أصحاب الوليد بن يزيد وخاصّته. والوليد يومئذ القائم بعد هشام، فدفعهم يوسف بن عمر إلى محمّد بن نباتة [٤] ، فطّين عليهم إلّا بمقدار ما يدخل عليهم منه الطّعام، فأطعمهم ولم يسقهم، فلمّا أجهدهم العطش صاحوا: يا سميّ رسول الله، إنّا مسلمون. ألا ترى أنّ اسم أبينا «عبد الأعلى» وأسماؤنا عبد الله، وعبد الصّمد؟! فلم يمسوا حتّى اسودّوا ثم اسودّوا، ثم برصوا، ثم سلخوا.

وإنّما قالوا ذلك لأنّ هشاما بعث بهم إلى يوسف على أنّهم زنادقة، وأراد بذلك التّشنيع على الوليد.

وهجا بعض أولادهم شاعر فقال:


[١] هو عبد الأعلى بن أبي عمرة، كما يفهم من ترجمة ولديه.
[٢] هو عبد الله بن عبد الأعلى بن أبي عمرة الشيباني، مولاهم، كان هو وأبوه شاعرين.
وكان عبد الله كثير الأمثال في شعره، أنفذ أكثر قوله في الزهد والمواعظ، وهو القائل:
صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما رآه قال للباطل أبعد
وعاش إلى خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، لسان الميزان ٣: ٣٠٥ وذكر الطبري في حوادث سنة ١٢ أنّ جده أبا عمرة كان من الغلمان الذين سباهم خالد بن الوليد في عين التمر، وكانوا يتعلمون الإنجيل، وانظر سمط اللآلي ٩٦٣.
[٣] عبد الصمد بن عبد الأعلى، كان معلم ولد عتبة بن أبي سفيان، كما ذكر الجاحظ في البيان ١: ٢٥٢ كما كان مؤدبا للوليد بن يزيد بن عبد الملك، لسان الميزان ٤: ٢١ وكان متهما بالزندقة وذكروا أنه هو الذي أفسد الوليد بن يزيد. الطبري ٧: ٢٠٩ في حوادث سنة ١٢٥.
[٤] كان محمد بن نباته عاملا على واسط سنة ١٢٦. فلما قدم منصور بن جمهور الحيرة، عزله واستعمل مكانه حريث بن أبي الجهم. الطبري ٧: ٢٧٠.

<<  <   >  >>