للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا ليت لي نعلين من جلد الضّبع ... وشركا من استها لا ينقطع [١]

كلّ الحذاء يحتذي الحافي الوقع [٢]

فقد دلّك بقوله: «كلّ الحذاء يحتذي الحافي الوقع» على أنّه قد وضعه في موضع التجوّز والاحتمال. وقال الآخر:

إهابه مثل إهاب العثّ [٣]

ثم رجع بنا القول في العرج والظّلع. قال الحطيئة:

تسدّيتها من بعد نام ظالع ال ... كلاب وأخبى ناره كلّ موقد [٤] .

[قول الأصمعيّ في ظلع الكلاب]

قال الأصمعيّ في ظلع الكلاب، وزعم أنّ الكلب إذا أصاب رجله


[١] الشرك، بضمتين: جمع شراك، وهو سير النعل.
[٢] الحافي: الذي لا شيء في رجله من خف ولا نعل. والوقع: الذي مشى في الوقع بالتحريك وهي الحجارة، فوقعت رجله بداء أو وجع.
[٣] قبله في الحيوان ٦: ٣٤٦:
يحثّني وردان أيّ حثّ ... وما يحثّ من كبير عثّ
والعث في هذا الشطر الثاني، هو بالفتح: الضئيل الجسم.
[٤] تسداها: علاها. وهذا البيت لم يرو في ديوان الحطيئة برواية السكري. وفي ديوانه ٢٥ بيت آخر مشهور، وهو:
متى تأته إلى تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد
والبيت في الحيوان ٢: ٥٩، والمعاني الكبير ١: ٢٣٥، وأمثال الميداني عند قولهم:
«إذا نام ظالع الكلاب» مع نسبته إلى الحطيئة، برواية: «ألا طرقتنا بعدما» وقال: «يضرب مثلا في تأخير قضاء الحاجة» . وهو كذلك في المستقصى للزمخشري ١: ١٢٩، واللسان (ظلع) منسوب إلى الحطيئة برواية: «تسديتنا من بعد ما» . وقال ابن منظور: «يخاطب خيال امرأة طرقه» .

<<  <   >  >>