للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستخبر الرّيح إذا لم يسمع [١] ... بمثل مقراع الصّفا الموقّع [٢] .

ومن العرجان ثم من رؤساء المتكلّمين

ومن مشايخ المعتزلة، ومن أرباب النّحل، ومن العلماء باختلاف الملل، وكان أعلم من رأينا من الخوارج، وكان قد أرمى على المائة [٣] ، وهو

[أبو كلدة [٤]]

وهو الذي قال له النضر بن إسماعيل [٥] القاصّ البليغ الشّجّاع، وكنيته أبو المنذر، وكان رئيس الشّعوبية قبلنا بالبصرة: يا أبا كلدة إنّ لك شرجا وإنّ لي


[١] الشطران في اللسان (مخر، قرع) ، والمعاني الكبير ١: ١٨٣ بدون نسبة فيهما.
ورواية اللسان في الموضعين «يستمخر» وقال: «استمخرها: قابلها بأنفه ليكون أروح لنفسه» . وفي سائر المراجع: «يستخبر الريح» .
[٢] قال الجاحظ في البيان: «المقراع: الفأس التي يكسر بها الصخر. والموقّع:
المحدد» . وفي المعاني الكبير: «أي يستروح إذا لم يسمع صوتا بخرطوم مثل مقراع الصفا، وهو الفأس التي يكسر بها الصخر. وجعل تشمّمه استخبارا» .
[٣] يقال أرمى على المائة وأربى عليها، بالميم وبالباء، لغتان، أي زاد عليها. وأنشدوه لحاتم طيء:
وأسمر خطيا كأن كعوبه ... نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر
[٤] أبو كلدة: أحد المتكلمين الذين ذكرهم الجاحظ في الحيوان ١: ٢٣٤/٣:
٣٩٥/٤: ٣٣٢ وأورد له أقوالا. وكذلك أورده في الرسائل ٣: ٢٨٧، ٢٨٩. ويخطىء من يزعم أنّه أبو كلدة اليشكري الشاعر الذي ترجم له أبو الفرج في الأغاني ١٠: ١٠٥- ١١٤. فهذا كان شاعرا في زمان الحجّاج، وقتله الحجّاج لخروجه مع ابن الأشعث. والحجّاج بن يوسف كانت وفاته سنة ٩٥ كما في التنبيه والإشراف ٢٧٤.
[٥] هو النضر بن إسماعيل بن حازم البجلي، القاص الكوفي، إمام مسجدها. روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، ومحمد بن سوقة وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، والحسن بن عرفة وغيرهم. اختلف في توثيقه، قال الذهبي: توفي سنة ١٨٢، تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد ١٣: ٤٦٢. وكنيته فيهما «أبو المغيرة» فقد تكون كنية ثانية له.

<<  <   >  >>