للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: ليتني كنت شيئا يهرب الناس منه، أو غرابا يرقب ذيبا على جيفة فإذا تنحّى الذئب أكل الغراب.

وإنّما قيل له سعد المطر لأنّه كان يقول في شعره:

دع المواعيد لا تعرض لوجهتها ... إنّ المواعيد مقرون بها المطر [١]

إنّ المواعيد والأعياد قد منيا ... منه بأنكر مما يمنى به بشر [٢]

أمّا الثّياب فلا يغررك إن غسلت ... صحو يدوم ولا شمس ولا قمر [٣]

وفي الشّخوص له نور وبارقة ... فإن بليت فذاك الفالج الذّكر [٤] .

ومن البرصان والعميان الشّعراء

[على بن جبلة [٥]]

وكان يكني أبا


- الأبيض. وفي الأصل: «سيد معراء وليثا مغربا» ، صوابه من الحيوان. يصف بهذا الرجز سرعة سيره وقطعه للمفاوز.
[١] الأبيات التالية في ثمار القلوب ١٠٤. ونقل الثعالبي عن الجاحظ قوله: «إنما قيل له سعد المطر لأنه كان يرى ملقى في المطر» ، ولعلها «ملقّى من المطر» . وفي اللسان (لقى ١٢١) : «ورجل ملقّى: لا يزال يلقاه مكروه» . ملقى بتشديد القاف من التلقية.
[٢] في ثمار القلوب: «بأنكد ما يمني به البشر» .
[٣] في الأصل: «صحو قديم» ، والوجه ما أثبت من ثمار القلوب.
[٤] في الثمار: «له نوء وبارقة» . بيت العدو: أتاه ليلا. وفي الأصل: «لمت» لم ينقط إلا التاء الأخيرة. وفي ثمار القلوب: «فإن يبيت» وأثبت وجهه مما سيأتي في (ذكر المفاليج) . والفالج الذكر، كما في ثمار القلوب وما سيذكره الجاحظ في (ذكر المفاليج) :
الذي يهجم على الجوف.
[٥] هو أبو الحسن على بن جبلة بن عبد الله الأبناوي، المعروف بالعكوك. كان من الشيعة الخراسانية، أي شيعة العباسيين لا العلويين. والأبناوي نسبة إلى أبناء الدعوة العباسية.
كان مولده بالحربية قرب بغداد سنة ١٦٠ وكان ضريرا أبرص أسود، مدح حميدا الطوسي قائد المأمون، وهجا محمد بن عبد الملك الزيات. وانظر سائر ما يتعلق بترجمته في المقدمة النفيسة لديوانه طبع بغداد بتحقيق زكي ذاكر العاني. والعكوك، القصير الملّزز المقتدر الخلق.

<<  <   >  >>