للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: ومن الدّليل أنّه لم يعن قيسا نفسه قول الشاعر: [١]

بين الأشجّ وبين قيس باذخ ... بخ بخ لوالده وللمولود [٢]

بل إنّما ذهب إلى قيس، أبي سعيد بن قيس الهمداني [٣] ولم يذهب إلى قيس بن معديكرب. والأشجّ لا محالة قيس بن معد كرب. ومن الأشجّين:

[يزيد بن مزيد بن زائدة [٤]]

والدليل على ذلك قول الشاعر وهو يهجوه:


[١] هو أعشى همدان كما سيأتي قريبا، وكما في الأغاني ٥: ١٤٥، وأمالي ابن الشجري ١: ٣٩٠، وابن يعيس ٤: ٧٨، واللسان والأساس (بخخ) . وفي الأساس أنه يقوله لعبد الرحمن بن الأشعث. وفي الأغاني: «وجعل الأعشى يقول الشعر في ابن الأشعث يمدحه، ولا يزال يحرض أهل الكوفة بأشعاره على القتال» . وأنشد له ١٢ بيتا من بينهما البيت التالي.
[٢] في الأصل: «باذخا» ، صوابه في المراجع السابقة. والباذخ: الشرف العالى.
[٣] في الأصل: «قيس أبي سعد بن قيس الهمداني» وإنما هو قيس والد سعيد بن قيس الهمداني. وسعيد بن قيس هذا جد عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث لأمه، لأن أم عبد الرحمن هي أم عمرو بنت سعيد بن قيس الهمداني، وكان أعشى همدان من أخواله، فلهذا قال الشعر الذي سبقت الإشارة إليه. وانظر الأغاني ٥: ١٤٥ وما سيأتى.
[٤] هو القائد العباسي يزيد بن مزيد بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن الصّلب، وهو عمرو بن قيس الشيباني، كما في الجمهرة ٣٢٦، والمعارف ١٨٢. وقد أسر يوسف البرم في أيام المهدي سنة ١٦٠. وكان له أثر كبير في قتال الخوارج، وهو قاتل خراشة الخارجى، والوليد بن طريف الشاري. وولي أرمينية للرشيد ثم عزله عنها ثم ولاها إياه مرة ثانية مع أذربيجان. ويقول ابن حزم: «بنو يزيد بن مزيد كلهم قواد لهم رياسة» . ثم يقول:
«اتصلت الرياسة فيهم من أول أيام مروان بن محمد، ثم جميع دولة بني العباس إلى آخر أيام المعتضد» ، ومات يزيد في خلافة الرشيد سنة ١٨٥ بموضع يسمى برذعة. انظر الطبري ٨: ٢٣٦، ٢٦١، ٢٧٠، ٢٧٣.

<<  <   >  >>