للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب ما جاء في فضل الأيمن على الأيسر]

قال الأيمن: الناس كلّهم يقتسمون في هذا الباب على أربعة أقسام:

أيمن، وهو الذي يكون أكثر أعماله بيمينه؛ وأعسر، وهو الذي يكون أكثر أعماله بيساره؛ وأضبط، وهو الذي يعمل بهما جميعا؛ وأعسر يسر، وهو الذي يكون استعماله ليمينه كاستعماله ليساره سواء، وكان عمر بن الخطّاب أعسر يسرا [١] .

الأصمعيّ عن بعض رجاله قال: نظر أعرابيّ إلى عمر ثم قال للناس: «ما رجل رأيته أعسر يسرا، لا يأخذ أحدا إلّا كدس به [٢] ، إمّا أن يكون خير النّاس أو شرّ الناس» .

وقد روى الناس عن الأحنف أنّ عمر كان أعسر يسرا.

وقد جعل النّاس كثيرا [٣] الأضبط، مثل عامر بن الأضبط [٤] ، وهو


[١] في الأصل: «أعسر يسر» هنا وفي المواضع التالية، «يسر» إنما هو معرب مصروف وانظر اللسان (عسر ٢٤٠ يسر ١٦١) .
[٢] كدس به الأرض: صرعه وألصقه بها.
[٣] في الأصل: «كسر» بإهمال النقط.
[٤] عامر بن الأضبط الأشجعي، ذكره ابن حزم في الجمهرة ١٨١ كما ذكره ابن حجر في الإصابة ٤٣٥٦. واتفقا على أن محلّم بن جثّامة قتله، ويضيف ابن دريد في الاشتقاق ٢٨٧ أنه قال عند مقتله: «لا إله إلا الله» ، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: ألا شققت عن قلبه؟ ودعا عليه رسول الله، فمات ودفن فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن الأرض لتقبل من هو شرّ من صاحبكم، ولكن الله عز وجل أراد أن يعظكم» . وفي الأصل هنا: «أبي عامر الأضبط» ، والصواب ما أثبت.

<<  <   >  >>