للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد لفّها الليل بسوّاق حطم [١] ... ليس براعي إبل ولا غنم [٢]

ولا بجزّار على ظهر الوضم [٣] ... خدلّج السّاقين خفّاق القدم [٤]

وهذا غير قول الشاعر [٥] :

لا يغمز السّاق من أين ولا وصب ... ولا يعضّ على شرسوفه الصّفر.

[من كان دميم السّاق فاحش الدّقّة]

وممن كان دميما دقيق السّاق فاحش الدّقّة: عوير بن شجنة العطاردي [٦] ، وهو الوافى، وكان خفير امرىء القيس بن جحر، فبينا هو


[١] الرجز في البيان ١: ١٠٨ والحماسة ٣٥٤ بشرح المرزوقي، وهي في ٣٧ شطرا منسوبة إلى الأغلب العجلي في مختارات ابن الشجري ٣٧- ٣٨. وفي خيل ابن الأعرابى ٨٦ منسوبة إلى جابر بن حنّي التغلبي. والحطم: بناء للمبالغة من الحطم بمعنى الكسر، كما في شرح الحماسة. وفي اللسان: «ورجل حطم وحطمة، إذا كان قليل الرحمة للماشية، يهشم بعضها ببعض» ، وانظر اللسان (زلم، وضم) . لفها، يعني الإبل، جمعها الليل برجل متناهي القوة عنيف الساق شديد العسف.
[٢] أي هو لا يرفق بتلك الإبل كما يفعل الراعي، وليس له تلك الرعاية التي يلتزم بها الرعاة.
[٣] أي ليس له رفق الجزار الذي يتقن تقسيم اللحم. والوضم: كل شيء يوضع عليه اللحم من خشب أو حصير يوقى به من الأرض.
[٤] أي هو خدلّج. والخدلّج: الغليظ الساقين. خفاق القدم، يقول: لقدمه خفق، وهو سرعة الخطو مع ضرب الأرض بها. كأنه يشير بهذا إلى ثيابه وقوته في العمل والسير.
[٥] هو أعشى باهلة، في مرثيته المشهورة لأخيه من أمه المنتشر بن وهب. انظر الأصمعيات ٩٠. وقد سبق الكلام على هذا البيت في ص ٢٤٤.
[٦] كان شرحبيل بن الحارث بن عمرو عم امرىء القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو قد قتل يوم الكلاب الأول، فقامت بنو سعد بن زيد مناة بن تميم دون عياله، فمنعوهم وحموهم، وحالوا بين الناس وبينهم، ودافعوا عنهم حتى ألحقوهم بقومهم ومأمنهم، وولى ذلك منهم عوير بن شجنة بن الحارث بن عطارد، وحشد له في ذلك رهطه ونهضوا معه، فأثنى عليهم امرؤ-

<<  <   >  >>