للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزحف كتيبة دلفت لأخرى ... كأنّ زهاءها رأس صليع [١]

أبو الحسن قال: حدّثني رجل عن الحسين بن عمارة [٢] ، عن نعيم بن أبي هند [٣] قال: دخل إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله [٤] على عمر بن عبد العزيز، وكان إبراهيم ذا جمّة حسنة [٥] .

[عمر بن الخطاب]

وكان عمر ذاهب الشّعر [٦] ، وصلع قبل الثلاثين، فقال له عمر: أما إنّ قريشا تزعم أنّ كرامها صلعانها. فقال إبراهيم: أمّا لئن قلت ذاك لقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله ليزين المرء المسلم بالشّعر الحسن» .

وقالت عائشة: «والذي زيّن الرجال باللّحى» .


[١] الأصمعيات ١٧٥، والخزانة ٣: ٤٦٢. ورواية الأصمعيات: «وسوق كتيبة دلفت لأخرى» . والخزانة: «وزحف كتيبة للقاء أخرى» . دلفت: مشت وقاربت الخطو، وهو المشي الرويد، وذلك لكثرة الجيش. والزهاء بضم الزاي وكسرها: القدر. وقبل البيت:
أشاب الرأس أيام طوال ... وهمّ ما تبلّعه الضلوع
[٢] الحسين بن عمارة، ذكره ابن حجر في لسان الميزان ٢: ٣٠٧ وذكر أنه روى عن بكر بن عبد ربه المزني، وعنه: ليث بن أبي سليم. قال ابن أبى حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: لا أدري.
[٣] نعيم بن أبي هند، واسمه النعمان، بن أشيم الأشجعي الكوفي. روى عن أبيه وله صحبة، وربعي بن خراش، وأبي حازم الأشجعى وجماعة. وعنه: سليمان التيمي، وشعبة، وشيبان النحوي وغيرهم. توفي سنة ١١٠. تهذيب التهذيب.
[٤] إبراهيم بن محمد بن طلحة، سبقت ترجمته في الورقة ص ٢٠٩.
[٥] الجمة: مجتمع شعر الرأس، ويبدو أنه مع هذا قد أدركه الصّلع كما سبق في ترجمته.
[٦] في الأصل: «ذهب الشعر» .

<<  <   >  >>