للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنّه كان مفرط الطول، وإنّما ذلك على معني قول الشاعر:

لعمري لئن طال الفصيل بن ديسم ... مع الظّلّ ما إن رأيه بطويل [١]

وقال جرير:

إذ ظلّ يحسب كلّ شخص فارسا ... ويرى النّعامة ظلّه فيحول [٢]

وأنشد البطين [٣] :


- ورواية «ظل النعامة» هي الثابتة في ثمار القلوب.
[١] نسبه ابن دريد في الاشتقاق ٣٢٢ إلى الفرزدق، وليس في ديوانه ولا في النقائض.
والفصيل، بالصاد المهملة كما في الاشتقاق. وقال: «ومن رجالهم- يعني بني هزّان بن صباح- الفصيل بن ديسم بن هرّاج، وكان شريفا بالبصرة ذا مال وحظ» . والرواية في الاشتقاق: «ما آريّه بطويل» . والآريّ: محبس الدابة على العلف. كأنه ينعته بالبخل.
[٢] ديوان جرير ٤٧٥ يهجو الأخطل ورواية الديوان: «ويرى نعامة ظله» . وفي الأصل هنا: «وترى النعامة» تحريف. وقد شبهه بالنعامة في الجبن والذعر، فسماه باسمها. وقديما سمي بيهس بن خلف بن هلال «نعامة» . وقال المتلمس:
فمن طلب الأوتار ما حز أنفه ... قصير وخاض الموت بالسيف بيهس
[٣] البطين: شاعر بصري، وذكره ابن النديم ٢٣٢ في الشعراء المقلين وقال: «البطين ابن أمية الحمصي. مقل» . وروى له المرزباني في الموشح ١٧٢ خبرا: الشعر وضع على أربعة أركان: مدح رافع، أو هجاء واضع، أو تشبيه مصيب، أو فخر سامق. وهذا كله مجموع في جرير والفرزدق والأخطل. فأما ذو الرمة فما أحسن قط أن يمدح، ولا أحسن أن يهجو، ولا أحسن أن يفخر. يقع في هذا كله دونا. وإنما يحسن التشبيه، فهو ربع شاعر» . وترجم له ابن المعتز في الطبقات ٢٤٨ وذكر أنه من أهل حمص، وأنه تهوّد ليتزوج يهودية، ومكث سنين حتى تزوّجها، ثم عاد إلى الإسلام. وضبط في تاج العروس ٩: ١٤٢ كزبير والوجه:
«كأمير» وفيه يقول أبو عمران السلمي في كتاب الورقة لابن الجراح:
إنما شعر البطين ... مثل سلح وسط طين
ليس إن فكرت فيه ... لعريق أو فطين
-

<<  <   >  >>