للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وقتل لبعض العرب بنون، فاشتدّ حزنه وترك كلام الناس دهرا، فقيل له بعد أن رأوه قد تحدّث وضحك: نراك قد تحدّثت وضحكت.

قال كان جرحا فبرأ.

وقالت الخنساء:

ترتع ما غفلت حتّى إذا ذكرت ... فإنّما هي إقبال وإدبار [١]

وقال أبو العتاهية:

فكما تبلى وجوه في الثّرى ... فكذا يبلى عليهنّ الحزن [٢]

قال: ولمّا نظرت نائلة بنت الفرافصة [٣] في المرآة فرأت حسن ثناياها تناولت فهرا فدقّت به ثناياها، فقيل لها في ذلك فقالت: إنّي أرى


[١] ديوان الخنساء ٢٨، ومعجم شواهد العربية. ويروى: «إذا ادّكرت» .
[٢] في ديوان أبي العتاهية ٣٩٠ مقطوعة على هذا الوزن والروي، وليس فيها هذا البيت، ولكن البيت وحده ورد منسوبا إلى أبي العتاهية في البيان ٣: ١٩٧، وعيون الأخبار ٣: ٥٧ وملحقات الديوان ٦٦٤.
[٣] نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة، زوجه عثمان بن عفان، تزوجته وهي مسلمة، وكان أبوها نصرانيا. جمهرة ابن حزم ٤٥٦. وهي التي وجهت النعمان بن بشير بقميص عثمان إلى معاوية بالشام. وعدّها ابن حبيب من الوافيات لأزواجهن، إذا خطبها معاوية ابن أبي سفيان فألح عليها، فقلعت ثنيّتيها وبعثت بهما إليه، فأمسك حينئذ عنها. المحبر ٢٩٤، ٣٩٦، وفرافصة هذه بفتح الفاء. وفي مختلف القبائل لابن حبيب ٩: «كل اسم في العرب فرائصة فهو مضموم الفاء إلّا فرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن الكلبي فإنه مفتوح الفاء» .

<<  <   >  >>