للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لمّا رأيت المنون آخذة ... كلّ قويّ وكلّ ذي ضعف [١]

بتّ أعزّي الفؤاد عن خلف ... وبات دمعي إلّا يفض يكف [٢]

أنسى الرّزايا ميت فجعت به ... أمسى رهين التّراب في جدف [٣]

وله أيضا:

لو كان حيّ وائلا من التّلف [٤] ... لو ألت شغواء في أعلى لجف [٥]

أمّ فريخ أحرزته في نجف [٦] ... مزغّب الألغاد لم يأكل بكفّ [٧]

كأنّه مستقعد من الخرف [٨] ... هاتيك أم عصماء في أعلى شعف [٩]


- حمر الوحش. انظر هذا الزعم في الحيوان ١: ١٣٩. وضبط البيت كله في الأصل بجر «أخدري» وما ورد بعده من الصفات. والوجه الرفع كما أثبت. والصواهل: أراد حيث يخرج الصهيل من حلقه، وهو صوته الأجشّ. وفي الديوان وأخبار أبى نواس: «صلب النواهق» وهى حيث النهيق من الحلق أيضا. والصلصال: الشديد الصوت. والفصوص: مفاصل العظام.
والأمين: الوثيق المتين. والوظف: جمع وظيف، وهو مستدقّ الذراع والساق.
[١] المنون: الموت، لأنه يمنّ كل شيء: يضعفه وينقصه ويقطعه. والضّعف، بالتحريك: لغة في الضعف.
[٢] وكف يكف: قطر أو سال قليلا قليلا.
[٣] أي أنساني ما أصبت به من قبل من الرزايا، لأن الفاجعة فيه فاقت فاجعتي فيمن مضى. والجدف والجدث: القبر. وكأنه ينظر إلى قول ذي الرمة:
فلم تنسني أوفى المصيبات بعده ... ولكنّ نكء، القرح بالقرح أوجع
[٤] وائلا: ناجيا.
[٥] أنظر البيت الأول من المرثية السابقة.
[٦] النجف والنجفة: أرض مستديرة مشرفة.
[٧] الألغاد: جمع لغد، بالضم، وهو هنا ظاهر لحم الحلق.
[٨] شبّه الفريخ بالرجل المقعد الذي أقعدته شيخوخته وخرفه.
[٩] العصماء من الوعول: ما في ذراعيها أو إحداهما بياض، وسائرها أسود أو أحمر.-

<<  <   >  >>