للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبنو نمير قد لقينا جمعهم ... خيل تضبّ لثاتها للمغنم [١]

وكما قال الآخر:

ضبّت لثات بني عمرو لوقعتهم ... يوم النّجير وكانوا معشرا حشدا [٢]

وإنّما هذا على جهة المثل، لأنّ الإنسان ما دام له ريق فهو حيّ، وصاحب الفزع والذي يكيد بنفسه يجفّ ريقه جفوفا شديدا. وعلى حساب ذلك يصيب المحزون. والجبان في الحرب والخائف، يشتدّ عطشهما ويجفّ ريقهما. وقال ابن أحمر:

هذا الثّناء وأجدر أن أصاحبه ... وقد يدوّم ريق الطامع الأمل [٣]

وقد قال الآخر [٤] :


[١] رواية اللسان: «وبني تميم قد لقينا منهم خيلا» . وفي سائر المراجع «وبني نمير قد لقينا منهم خيلا» . تضب: تسيل وتقطر، كأنها مقلوب تبضّ، وهذا مثل ضربه لشدة حرصهم على المغانم. وأراد بالخيل الفرسان.
[٢] النجير: حصن باليمن قرب حضر موت، وهو حصن منيع لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر، فحاصره زياد بن لبيد البياضي حتى افتتحه عنوة وقتل من فيه وأسر الأشعث بن قيس، وذلك في سنة ١٢ من الهجرة. انظر معجم البلدان وكامل ابن الأثير ٢: ٣٧٨- ٣٨٣.
[٣] أنظر لهذا البيت حواشي الحيوان ١: ٢٣١/٣: ٤٧، والبيان ١: ١٨٠. وهو آخر قصيدة له في ديوانه ١٣٦ يمدح بها النعمان بن بشير الأنصاري. يقول: هذا ثنائي على النعمان، وأجدر أن أصاحبه ولا أفارقه. يدوّم الريق: يبلّه.
[٤] هو أشرس بن بشامة الحنظلى، كما في نوادر أبي زيد ٢٠، واللسان (عصب ٩٨) . أبو زيد أنه شاعر إسلامي. والبيت التالي مع بيت قبله في البيان ١: ١٧٩.

<<  <   >  >>