للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلّ مآقي المقلتين بجمرة ... مشيّعة حمراء باق وقودها [١]

بكيت على دار لأسماء هدّمت ... مثابتها كانت غلولا مشيدها [٢]

ولم تبك بيت الله إذ دلفت له ... أميّة حتّى حرّقته جنودها [٣]

ومما يدخل في هذا الباب مما يكون القول فيه على الاشتقاق وعلى تشبيه الشيء بالشيء قول أبي الشّيص الأعمى، وهو محمد بن عبد الله بن رزين [٤] :

وصاحب كان لي وكنت له ... أشفق من والد على ولد [٥]


[١] مشيّعة، من قولهم: شيّع النار في الحطب: أضرمها. وفي الأصل: «بحمرة مشنعشة» وفي الوحشيات: «منشنشة» . وإنما المراد الجمرة ولونها واشتعالها.
[٢] أسماء: اسم أم عبد الله بن الزبير بن العوام، وهي أسماء بنت أبي بكر الصديق أخت عائشة رضي الله عنهما. والمثابة: المنزل، وأساس البيت. وفي الأصل: «مشاتبها» .
وفي الوحشيات: «مساكنها» . والغلول: الخيانة والسرقة. وفي الأصل: «علولا» .
[٣] يشير إلى ما كان من حرق الكعبة سنة ٦٤ وذلك في الحصار الثاني لابن الزبير، حينما رميت بالنار والمجانيق، واضطر إلى هدمها حتّى سويت بالأرض. ويقال دلفت الكتيبة إلى الكتيبة في الحرب، أي تقدمت. وكلمه «له» ليست بالأصل، وإثباتها من الوحشيات.
وفي الأصل: «لهامته حتى حرقت» ، صوابه من الوحشيات.
[٤] أبو الشيص: لقب غلب عليه. والشيص: رديء التمر. واسمه محمد بن رزين، أو محمد بن علي بن رزين كما ذكر الجاحظ. وهو عم دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أو ابن عمه، بناء على الخلاف السابق. وقد صحح الخطيب أنه ابن عمه. وعمى أبو الشيص في آخر عمره، وله مراث في عينيه قبل ذهابهما وبعده. وكان أحد شعراء الرشيد، معاصرا لأبي نواس ومسلم بن الوليد، فاخملا ذكره: الشعراء ٨٤٣- ٨٤٨، والأغاني ١٥: ١٠٤- ١٠٨، وتاريخ بغداد ٢٩١٨، ونكت الهميان ٢٥٧، ومعاهد التنصيص ٢: ١٤٢.
[٥] الأبيات في ديوانه المجموع ص ٣٧، وديوان المعاني ٢: ١٩٨- ١٩٩، وبهجة المجالس ١: ٧١٠- ٧١١. ونسبت في العقد ٢: ٣٤٧ إلى محمد بن أبي حازم. وورد-

<<  <   >  >>