للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعسر قطّ يتعلّم بيمينه الرّمي.

ولو أن إنسانا علّق أوتار العود على العسراء لم يكن في الأرض أيمن يضرب به، ولا يتعاطى ذلك منه ولم يطمع فيه [من] [١] غير أن يغيّر تلك الأوتار.

وقد كان علّويه [٢] يتناول العود وأوتاره على اليمين، فيضرب وهو أعسر، من غير أن يغيّره، ضربا يعجز عنه كلّ أيمن في الأرض.

قالوا: ومتى لقي في الحرب رجل أعسر رجلا أيمن مع كل واحد منهما سيف أو عصا كان الأيمن أشدّ هيبة للأعسر من الأعسر للأيمن.

قالوا: وكلّ طفل في الأرض فهو أعسر، لا يختلفون في هذا، حتّى إذا شبّوا افترقوا فصار منهم الأعسر، والأيمن، والأضبط، ومنهم من يصير أعسر يسرا. إلا في إمساك الثّدي [٣] فإن الطّفل أكثر ما يمسكه باليمين.

قالوا: كلّ بهيمة في الأرض، وكلّ سبع من ذوات الأربع فإنه إذا ربض لا يربض إلّا على شقّه الأيسر، يتجافى عن الشّق الذي فيه الكبد، لقلة احتمال الكبد للحمل عليها، بلا تعليم ولا تلقين، ولكن بإلهام خالقها،


[١] تكملة يفتقر إليها الكلام. وانظر ما سيأتي.
[٢] علويه المغني الأعسر، سبقت ترجمته في ص ١٦٩.
[٣] في الأصل: «الثاني» ، تحريف.

<<  <   >  >>