للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجميع الحيوان إذا سقط في الماء سبح ونجا، إلّا الإنسان، والقرد، والفرس الأعسر. فأما الإنسان فإنّه بالتعليم يصير سابحا. وإما القرد والفرس الأعسر فليس إلى سباحتهما سبيل.

والحيّات تسبح إلا بعض الحيّات فإنّ لها سباحة سوء [١] .

فأمّا العقرب فإنك إذا القيتها في الماء لم ترسب [٢] ، ولم تطف، ولم تتحرّك [٣] ، ولكنها تبقى في وسط عمق الماء غير زائلة عن مكانها.

وهذا عجب.

وقد زعم أناس أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص كان أعسر أيسر؛ لأنه كان يقاتل في حرب صفّين [بسيفين] [٤] وهذا لا يكون.

وممن كان يتقلّد سيفين في الحرب ولا يضرب بهما معا، بيد ولا بيدين: عبّاس النخشيّ [٥] . وأنا رأيت رمحه وكان كلّه من حديد.

وكان الصّفرى الذي قتله ابن زغلول أيّام المبيّضة يتقلّد بسيفين.

وكان الفضل بن سهل يتقلّد بسيفين، يجعلهما كالوشاح.


[١] الحيوان ٢: ١٨٠/٧: ١١٩، وعيون الأخبار ٢: ٦٧- ٦٨. وانظر لسباحة الحيات الحيوان ٥: ١١٩، ٣٥١.
[٢] في الأصل: «ترسب» بدون «لم» ، صوابه من الحيوان ٥: ١١٨.
[٣] في الأصل: «ولن تطف ولن تتحرك» ، تحريف. وانظر الحيوان ٥: ١١٨، ١١٩، ٣٥٤/٧: ١١٩.
[٤] تكملة يفتقر الكلام إليها. ومع هذا قد تتبعت وقعة صفين لنصر بن مزاحم في جميع مظان هذا فلم أجد له أثرا.
[٥] لعله «النخشبي» . ونخشب من مدن ما وراء النهر بين جيحون وسمرقند.

<<  <   >  >>