للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سعيد بن عثمان أعور، وكان أبان أحول [١] . وقال مالك بن الرّيب:

وما كان في عثمان عيب علمته ... سوى أبن في نجله ثمّ أدبرا [٢]

فلولا بنو حرب لطلّت دماؤكم ... بطون العظايا من كسير وأعورا

لأنّ بطن العظاية أبرص.

وكان أيمن بن خريم [٣] لمكان الوضح الذي [في] يده وأصابعه وشفتيه ووجهه، يدلك هذه المواضع بالحصّ، والحصّ هو الورس، ليكون أخفى للبياض. فقال الأقيشر [٤] يهجوه بذلك:


[١] انظر المحبر ٣٠٣. وترجم له في تهذيب التهذيب.
[٢] الأبن: جمع أبنة، بالضم، وهي العيب.
[٣] هو أيمن بن خريم بن الأخرم بن عمرو بن فاتك، من شعراء الدولة الأموية. ولأبيه صحبة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورواية عنه. وقد جعله أبو الفرج في الأغاني ٢١: ٥ شيعيا، ولكن المسعودي في التنبيه والأشراف ٢٥٣ عده عثمانيا، فيكون بذلك قد اضطرب بين التيارين.
وكان أيمن من خاصة عبد الملك بن مروان. ودخل مصر ومدح بها عبد العزيز بن مروان، ثم رحل منها إلى بشر بن مروان بالعراق وفي ذلك يقول:
ركبت من المقطم في جمادي ... إلى بشر بن مروان البريدا
وقد أورد له ابن عبد البر في بهجة المجالس ١: ٤٧٨- ٤٨١ أشعارا في الجبن يظهر فيها جبنه وذعره.
[٤] سيأتي في ص ١٦٨ من الأصل أن الشعر لنصيب. ولم يرد في ديوان نصيب ولا في ملحقاته. والأقيشر لقب له، واسمه المغيرة بن عبد الله، من بني عمرو بن أسد، أو هو من بني ناعج بن عمرو بن أسد. وهو أحد مجّان الكوفة وشعرائهم، هجا عبد الملك، ورثى مصعب ابن الزبير. المؤتلف ٥٦، والمرزباني ٣٧٠، والإصابة ٨٤٤٩، والأغاني ١٠: ٨٠- ٩١.
وقال أبو الفرج: وعمر عمرا طويلا فكان أقعد بني أسد نسبا، وكان يكني «أبا معرض» .-

<<  <   >  >>