للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكتاب، فإنه المقابل المدابر [١] ، والمعمّ المخول [٢] ، لأنّ أخواله بنو الحبناء، وأعمامه آل الفجاءة.

قال أبو عبيدة وأبو الحسن: خرج جرموز المازنيّ [٣] إلى قطريّ بن الفجاءة، وهو بين الصّفّين، فقال له: بلغني أنّك تشترى السّيف بعشر بن ألف درهم وأكثر [٤] . قال أفلا أبعث إليك ببنيّ تجبرهم [٥] وتغنيهم؟ قال قطريّ: إن بعثت إليّ بهم ضربت أعناقهم وبعثت إليك برءوسهم! قال جرموز: يا عجبا، بنوك وعيالك في منزلي بالبصرة أمونهم، وأبعث إليك ببنيّ تضرب أعناقهم! قال قطريّ: إنّ الذي صنعت بعيالي [شيء [٦]] تراه في دينك، والذي أصنع بعيالك شيء أراه في ديني. قال له جرموز: هل أصبت بعدي ولدا؟ قال: نعم. قال: فدعا بغلام شابّ على برذون فقال جرموز: لعلّك أفسدته بشيء من هذه الأعاجم ومن هذه السّبايا! قال:

معاذ الله، أمّه الوجناء بنت الحبناء. ثم قال: يا جرموز، إنّ به العلامة التي بنا أهل البيت. يعني الوضح، يقول: إن رأيته فاعرفه.

وهو جرموز بن الفجاءة أخو قطريّ بن الفجاءة.


[١] يقال رجل مقابل مدابر: كريم الطرفين من قبل أبيه وأمه. وفي الأصل: «المقاتل» ، صوابه ما أثبت.
[٢] هو الكريم الأعمام والأخوال. وهو بفتح العين والواو فيهما، ويقال معمّ مخول أيضا بكسرهما. وبهما روي امرىء القيس:
فأدبرن كالجزع المفصّل بينه ... يجيد معمّ في العشيرة مخول
[٣] هو جرموز بن الفجاءة. أخو قطري بن الفجاءة، كما سيأتي.
[٤] أي وقال أيضا.
[٥] جبره: أغناه بعد فقر، وأحسن إليه، وقد سقطت نقطة الجيم من الأصل.
[٦] تكملة يفتقر إليها الكلام.

<<  <   >  >>