للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فطلبوا من أبيهم أن يغفر لهم، واعترفوا بخطئهم فسامحهم، وأخبرهم بأنه سيدعو الله لهم ويستغفره, فهو سبحانه الغفور الرحيم، يقول الله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ، قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ١.

وجاء الإسرائيليون جميعا إلى مصر مع نبيهم يعقوب، وكان عددهم يقترب من أربعمائة رجل وامرأة، وعاشوا بمصر مكرمين.

يذكر ابن كثير أن إخوة يوسف حملوا أهلهم جميعا، ورحلوا بهم من بلاد كنعان قاصدين أرض مصر، فلما علم يوسف باقترابهم خرج لتلقيهم، وأمر الملك أمراءه، وأكابر الناس بالخروج مع يوسف لتلقي نبي الله يعقوب -عليه السلام- وأهله، ويقال: إن الملك خرج بنفسه مع يوسف للترحيب بالركب القادم، ولما وصلوا إلى البلدة قال لهم يوسف: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} ٢.

وعاش الإسرائيليون في مصر متمتعين بقوة السلطان، وعزة يوسف -عليه السلام- قال تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} ٣.

ويبدو أن الإسرائيليين عاشوا في عزلة عن المصريين، وحافظوا على كافة خصائصهم النفسية، والمادية، والبدوية.... إلخ.


١ سورة يوسف الآيات: ٩٧, ٩٨.
٢ سورة يوسف آية: ٩٩.
٣ سورة يوسف آية: ١٠٠.

<<  <   >  >>