للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى الدعاة أن يستفيدوا بهذا الأمر المنهجي، وذلك بتحديد المرض الذي يريدون علاجه, واتباع خطة تدريجية في العلاج والتوجيه.

إن الخطبة الدينية يجب أن تتدرج في العرض والطلب، وتنتقل من فكرة إلى فكرة، في تدرج عقلي لتكون محل القبول والتأثير.

الأمر الثاني: القصة وسيلة للدعوة

القصة عمل فني متكامل، يقصد به التأثير في القارئ والمستمع، بعدما تجذبه إلى أحداثها، وشخوصها.

وتعد قصة يوسف -عليه السلام- صورة متكاملة للقصة القرآنية، حيث نراها تضم ثروة من الحقائق والمعارف، وقدرا كبيرا من الإيحاءات والتوجيهات، وتنوعا في الأدلة والبراهين التي تثبت حقيقة الدين، وأحقيته في الاتباع.

إن مجرد تذكر يوسف -عليه السلام- يجعل العقل يسبح في السورة من أولها إلى آخرها، وهو يتصور يوسف، طفلا، وسجينا، وواليا، وبين إخوته، وأهله، ومع النسوة، والملك.

إن القصة تجمع كافة العناصر بحيويتها، ونشاطها، فهي تصور المكان مع تنوعه، وتغيره، فهو الجب، والسجن، والقصر، والعرش.

وتصور الأشخاص بنفوسهم, وطبائعهم، فها هم إخوته بأوصافهم وصفاتهم، وها هو أبوهم وصلته بأبنائه، وها هي امرأة العزيز، وأصحابه في السجن، والعزيز.

وفي القصة العقد التي يتضح حلها بعد حوار، ونقاش، ولعل أشهرها رؤيا يوسف التي ظهر تعبيرها عمليا في نهاية القصة.

ولكن....

ما سر التأثير بالقصة؟

إن القصة تشد خيال المتابع لها؛ ليتعقب أحداثها، ويتنقل معها من موقف لآخر, وهي تجعل المتابع لها يشارك بوجدانه أبطال القصة، راجيا لهم الخير، أو رافضا عملهم، ومسلكهم.

<<  <   >  >>