وهي تثير الانفعالات النفسية للمتابع لها، وتحرك عالم اللاشعور لديه، وتجعله يتخذ موقفا من الذي يراه ويسمعه.
إن اتخاذ الموقف من أحداث القصة هو بداية التأثر بها، والاستفادة بالتوجيهات المقصودة منها.
والإسلام يدرك الميل الفطري للإنسان نحو القصة، ولذلك أوردها في القرآن للفائدة والعبرة.
والقصص القرآني أنواع ثلاثة:
النوع الأول: القصص التاريخي، وتشمل القصة التاريخية, الواقعية المقصودة بأماكنها، وأشخاصها، وحوادثها.... وهي كل قصص الأنبياء التي وردت متضمنة كافة العناصر الفنية الواقعية.
النوع الثاني: قصة النموذج الواحد مثل قصة ولدي آدم؛ لأنها تعرض نموذجا، واقعيا، وحيدا، قابلا للتكرار في كل العصور.
النوع الثالث: القصة التمثيلية، وهي التي تركز على الحدث وتسكت عن الأشخاص، مع قابليتها للتطبيق، وذلك مثل قصة أصحاب الجنتين١.
وقصص القرآن الكريم بكل أنواعه يقصد التأثير، وتحقيق غاية مقصودة، ولذلك يعرض الواقع كما هو، ويبرز الإيجابيات والسلبيات، مع التعليق الموجز عليها ليأخذ المتابع هدنة، يتمكن خلالها من الحكم والمشاركة بعقله، لا بعواطفه فقط.
إن المسلم وهو يتابع قصة يوسف -عليه السلام- وهي قصة تاريخية, يجد نفسه بالضرورة أمام رأي يتخذه مع كل حدث، وكل شخصية، ومع الرأي يكون الموقف، ويكون التأثر.