للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ١.

إن طالوت رجل اختاره الله، فهذه واحدة، وزاده بسطة في العلم، والجسم ... وهذه أخرى، وهو سبحانه يؤتي ملكه من يشاء ... والله واسع عليم، ليس لفضله مانع، وهو العليم بالخير، يضع كل أمر في موضعه الصحيح.

وكعادة الإسرائيليين في الجدل والمراء، عادوا مرة أخرى إلى نبيهم، وطلبوا منه أن يظهر طالوت آية من الله، تبين اختياره ملكا عليهم، وكأنهم بذلك يكذبون نبيهم في خبره لهم، قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ٢.

وهذا التابوت هو الذي وضع فيه موسى الألواح يوم أن جاء بها من عند الله، وعرفهم نبيهم أن التابوت ستحمله الملائكة لهم؛ ليصدقوا، ويؤمنوا، ويجاهدوا عدو الله، وعدوهم تحت إمرة طالوت.

وأتاهم التابوت، وصار اليهود يأتون إليه، ويأخذون ألواحا منه، ويضعون غيرها مكانها، تحريفا لها، حتى لم يبق من الألواح إلا القليل؛ ولذلك أنذرهم الله تعالى بقوله: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} ٣.


١ سورة البقرة آية: ٢٤٧.
٢ سورة البقرة آية: ٢٤٨.
٣ سورة البقرة آية: ٧٩.

<<  <   >  >>