تؤكد الآيات أن النصر كان من عند الله، وبإذن منه ... وتبرز الآيات دور داود، مع أنه كان فتى من بني إسرائيل، وجالوت كان ملكا قويا، وقائدا مخوفا, وجبارا مرعبا ... لكن الله شاء أن يرى القوم بأعينهم، ويشاهدوا بحواسهم، أن الأمور لا تجري بظواهرها، إنما تتم بحقائقها ومقاديرها، وحقائقها ومقاديرها في يد الله وحده، وقد أراد الله سبحانه أن يرى الناس مصرع الجبار "جالوت" على يد فتى صغير؛ ليعلموا أن الجبابرة -وإن تعاظموا- ضعاف, ضعاف أمام قدرة الله النافذة، وهناك حكمة أخرى مغيبة، فقد أراد الله لداود -عليه السلام- أن يستلم الملك بعد طالوت، ويجمع الملك مع النبوة، ويبدأ مع الإسرائيليين عهدا جديدا، جزاء وفاقا لما أبدوه من عودة صحيحة لله، في نفوسهم وعملهم، ساعة أن أقدموا على محاربة عدوهم مع طالوت.
جاء في تفسير القرطبي: "أن طالوت كان أعلم رجل في بني إسرائيل،