للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المختلفة ويعرفونهم بأن الملك لا يناسبهم، يقول تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} ١.

ويوضحون عدم المناسبة بين الإنسان والملائكة لأن الملك لا يتصل بالإنسان بروحانيته، ولا بد له من التشكل بصورة البشر ليتعامل مع البشر ... وحينئذ يكون للناس حق الاعتراض مرة أخرى على اعتبار أنه بشر لا ملك، يقول تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} ٢.

الطريق الثاني: إظهار المعجزة تصدقهم؛ لأن لسان حال المعجزة يقول: صدق عندي فيما يبلغ عني وقد سبق أن علمنا الكثير من معجزات الرسل، مثل معجزة إعادة الطير حيا بعد تمزيقه، وتوزيعه على الأجبل، مع إبراهيم عليه السلام وناقة صالح عليه السلام، ومعجزات موسى، وداود، وسليمان، وعيسى، وزكريا، ويحيى عليهم السلام، وكل هذه المعجزات طرق لإثبات صدق الرسول في دعوته للناس.

الطريق الثالث: بيان بشرية الرسل السابقين؛ لأن الأمر إذا تقرر وقوعه مرة جاز له أن يقع مرة أخرى، وما دام رسل الأقوام السابقين كانوا منهم، فذلك أمر يؤيد بعثة البشر من بعدهم، وكان الرسول يذكر ذلك لقومه، ليصدقوا به، فعن هود عليه السلام يقول تعالى: {ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} ٣، وعن صالح يقول تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ} ٤.


١ سورة الإسراء آية "٩٥".
٢ سورة الأنعام آية "٩".
٣ سورة الأعراف آية "٩٦".
٤ سورة الأعراف آية "٧٤".

<<  <   >  >>