يشرف على الموت، ومع ذلك كان يدعو الله تعالى لهم قائلا:"اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".
هـ- تحتاج الدعوة إلى ضرورة التوجه إلى الناس بلا تفرقة بينهم، بسبب لون, أو جنس، أو مال، أو جاه، وهذا ما فعله نوح -عليه السلام- حينما طلب منه الملأ من قومه أن يبعد عنه الفقراء، قال هم:{وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ} .
إن هذه النقاط المنهجية تمثل خطة ضرورية لنجاح الدعوة إلى الله تعالى ...
و وكان لنوح -عليه السلام- وسائله وهو يدعو قومه إلى الله، ويراد بالوسائل الطرق التي تحمل الفكرة، وأسلوبها، سواء كانت بشرية، أو بآلات غير بشرية، كالرسالة المكتوبة، أو الصورة الهادفة ... وهكذا.
وقد استفاد نوح -عليه السلام- بما أمكنه من وسائل ...
فقد كان عليه السلام يواجههم مباشرة، ويكرر لهم الدعوة، وذلك مستفاد من فعلهم الذي قال الله عنه:{وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} , فهم لضِيقهم برؤية نوح أمامهم كانوا يغطون وجوههم بأطراف ثيابهم، حتى لا تقع عيونهم على رؤيته حين اقترابه منهم.
ونراه يستعمل وسائل الاتصال التي يتحدث عنها الإعلاميون المعاصرون، فيتصل بهم اتصالا شخصيا، ويواجههم فرادى، وهو المقصود من وقوله تعالى:{وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا} لأن السرية المرادة هنا، هي مخاطبة الأفراد واحدا واحدا، بصورة علنية؛ لأن المفهوم العام للسرية لا يتفق مع مفهوم الدعوة والتبليغ.
واتصل بهم عليه السلام اتصالا جماعيا، فهم قومه يعرفهم، وكان يأتيهم في تجمعاتهم، وفي أعيادهم، ومناسباتهم المختلفة، وهو المقصود من قوله تعالى:{ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ} ودعاهم عليه السلام جماهيريا، وهو دعوة الجمع الغفير الذي