للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨ - أنه إذا خاف القتل والتلف في الإقامة، فإنه لا يُلقي بيده إلى التهلكة، ولا يستسلم لذلك، بل يذهب عنه كما فعل موسى.

١٩ - أنه عند تزاحم المفسدتين -إذا كان لا بد من ارتكاب إحداهما- أنه يرتكب الأخف منهما والأسلم، كما أن موسى لما دار الأمر بين بقائه في مصر ولكنه يُقتل أو يذهب إلى بعض البلدان البعيدة، التي لا يَعرف الطريق إليها، وليس معه دليل يدله غير ربه، ولكن هذه الحالة أقرب للسلامة من الأولى؛ فتبعها موسى.

٢٠ - أن الناظر في العلم عند الحاجة إلى التكلم فيه -إذا لم يترجح عنده أحد القولين- فإنه يستهدي ربه ويسأله أن يهديه الصواب من القولين بعد أن يقصد بقلبه الحق ويبحث عنه، فإن الله لا يُخيب مَنْ هذه حاله، كما خرج موسى تلقاء مدين؛ فقال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (٢٢)}.

٢١ - أن الرحمة بالخلق -والإحسان على من يَعْرِف ومن لا يَعْرِف- من أخلاق الأنبياء، وأن من الإحسان سقي الماشية الماء، وإعانة العاجز.

٢٢ - استحباب الدعاء بتبيين الحال وشرحها، ولو كان الله عالمًا لها؛ لأنه تعالى يحب تضرع عبده وإظهار ذله ومسكنته، كما قال موسى: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (٢٤)}.

٢٣ - أن الحياء -خصوصًا من الكرام- من الأخلاق الممدوحة.

٢٤ - المكافأة على الإحسان لم يزل دأب الأمم السابقين.

<<  <   >  >>