الإخوة كما سنرى» . ومن هنا فقد كان يحضر مجالس العلم التى كانت تعقد فى دار أبيه «١» ، وكان يصطحبه معه والده فى رحلاته لطلب الحديث «٢» .
٣- لعب الوالد «أحمد بن يونس» دورا مهما فى نقل علم والده يونس إلى «مؤرخنا الحفيد المستنير» . ومن هنا، فإن المطالع لبقايا «تاريخ المصريين» ، و «تاريخ الغرباء» للمؤرخ ابن يونس يلحظ وجود عدد من الروايات يحدّث فيها ابن يونس، عن أبيه، عن جده «٣» ، وغالبا يحدّث جده عن أستاذه «ابن وهب»«٤» . وفى أحيان قليلة يحدث ابن يونس، عن أبيه فقط «٥» . أما موضوع هذه المرويات، فيدور حول تراجم المحدّثين، وتواريخ وفياتهم «٦» ، وأخبارهم فى طلب العلم «٧» ، وأنباء صلاحهم وتقواهم «٨» . وتجدر الإشارة- أيضا- إلى أن عددا غير قليل منها كان يتضمن فتاوى فقهية «٩» ، وترجمة لأحد الصحابة «١٠» ، وأخرى لأحد القضاة فى مصر «١١» . وهذا يدلل على أن ثقافة الأب تشمل «الحديث، والفقه، والتاريخ» ، وأنه أفاد ابنه «المؤرخ ابن يونس» إفادة طيبة فى كتابة مؤلّفيه التاريخيين، وأنه كان امتدادا لأبيه «يونس» فى الصلاح والتقى وحب العلم، ورواية أخبار الصالحين؛ مما سينعكس بدوره على «مؤرخنا ابن يونس» فى شخصيته، وثقافته،