وسوف نلحظ عند دراسة حفيده «ابن يونس» ما مثّله علم «الحديث» من جانب كبير من مكونات ثقافته، التى انطبع بها مؤلّفاه، كما سنرى تأثر ذلك الحفيد بجده فى تفضيله المكث بأرض مصر، وعدم الارتحال إلى خارجها.
ثالثا- الفقه:
١- يبدو أن «يونس بن عبد الأعلى» كان على صلة وثيقة بالمذهب المالكى- قبل قدوم الشافعى إلى مصر سنة ١٩٩ هـ- بدليل صلاته الوثيقة ب «عبد الله بن وهب» المتوفى سنة ١٩٧ هـ، الذي كان من أخص تلاميذ الإمام مالك بن أنس «رضى الله عنه» . وقد روى عنه يونس بعض الروايات، عن الإمام مالك «٢» .
٢- بعد قدوم الإمام الشافعى إلى مصر تبع يونس مذهبه، حتى عدّ أحد أصحابه، والمكثرين فى الرواية عنه، والملازمة له «٣» . وجعله الإمام النووى أحد رواة النصوص الجديدة عنه «٤»«أى: مذهبه الجديد الذي ألّفه فى مصر» . هذا، وقد توطدت الصلات وتعمقت بينهما «٥» ، ووقف الشافعى على عقل وفكر يونس، حتى قال: لم أر أعقل منه «٦» بمصر.