١- كتابا ابن يونس سدّا فراغا كبيرا فى مجال «التراجم» فى المدرسة المصرية التاريخية فى القرن الرابع الهجرى. وقد حويا معلومات تاريخية جديدة عن دقائق وتفصيلات مهمة «فى أخبار فتوح مصر «١» ، وفتنة القراء «٢» ، وبعض تراجم قضاة الأقاليم فى مصر «٣» ، وأخبار جديدة عن مبعوثى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس «٤» ، ومعلومات جديدة عن دور معاذ بن جبل باليمن «٥» ، وتراجم مؤرخين مصريين جدد، لم نعرف عنهم شيئا من قبل «٦» ، إلى جانب ذكر مصنفات تاريخية مصرية للمؤرخ المصرى «ابن عفير» ، ألّفها فى مصر مفقودة، لمؤرخنا الفضل فى التنبيه عليها «٧» . ولنا أن نطالع ما سبق ذكره عن الظواهر الحضارية فى كتابى مؤرخنا؛ لنقف على العديد من الموضوعات المهمة الجديدة الصالحة للبحث والدرس بعد تعميقها والتأمل فيها.
٢- لمسنا- فيما مضى- الدور الكبير، والتأثير العظيم لمؤرخنا فى مؤرخى الأندلس «ابن الفرضى، والحميدى، والضبى، وغيرهم» ، وكيف أنهم اعتمدوا فى مؤلفاتهم على كثير من تراجم الأندلسيين الواردة فى «تاريخ الغرباء» لابن يونس. وتعرّفنا وجه العلاقة بين مؤرخنا والمؤرخ الأندلسى الخشنى. ويلاحظ أن تأثير مؤرخنا لم يقف عند