بالتدريس والرواية، والتأليف فى «التاريخ» ، حتى أخريات حياته «١» ، رغم بلوغه السادسة والستين من عمره، لم ترتعش له يد، ولم يسقط منه قلم، ولم يركن إلى الدعة والسكون، وإنما ظل فى جهاده العلمى المتواصل، حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها فى يوم الأحد لخمس وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ٣٤٧ هـ، ودفن فى اليوم التالى- يوم الاثنين- وصلّى عليه أبو القاسم بن حجاج «٢» . وبذلك انتهت حياة ذلك المؤرخ المصرى العظيم بملامحها ومعالمها الرئيسية، وبقى الوقوف على ما تيسر من بعض تفصيلاتها.
٢- أساتيذه:
ليس المقصود بذكر أساتيذ مؤرخنا «ابن يونس» القيام بحصرهم؛ إذ لا سبيل إلى تحقيق ذلك؛ نظرا لغزارة من تلقى على أيديهم العلم فى شتى فروع المعرفة. وسوف نكتفى- هنا- بالإشارة- فقط- إلى عدد من هؤلاء الأساتذة، سواء كانوا مصريين، أم