[تعريف عام بكتاب «تاريخ الغرباء» للمؤرخ المصرى ابن يونس الصدفى]
أولا- ألّف ابن يونس هذا الكتاب- وهو مفقود أيضا- وهو دون الآخر حجما وتراجم. وقد ترجم فيه للعلماء، الذين نزلوا أرض مصر بدءا من عصر التابعين حتى سنة وفاة ابن يونس فيما نرجح. ومن ثم، فقد رصد فيه تراجم علماء الأقاليم الأخرى الإسلامية، مثل: إفريقية، والمغرب، والأندلس، والشام، والعراق، وبلاد المشرق الإسلامى، إلى آخر هذه البلدان.
ثانيا- لعل ابن يونس كان يهدف من وراء هذا الكتاب إلى إثبات أن مصر لا تزال تتمتع حتى أواسط القرن الرابع الهجرى بمكانة علمية متميزة، بحيث صارت موئلا للحركة الثقافية، ولا يزال علماء الأقاليم الأخرى يفدون إلى أرضها، فيأخذون ويعطون؛ مما أعطى صورة حية للتفاعل الفكرى بين العلماء فى تلك القرون الغابرة.
ثالثا- ترجم ابن يونس لهؤلاء العلماء من محدثين وولاة وقضاة، ومفسرين ومقرئين، ولغويين وأدباء وفقهاء، سواء أقاموا بمصر طويلا حتى ماتوا بأرضها، أم خرجوا إلى غيرها، وماتوا خارج مصر.
رابعا- تيسر لى تجميع (٧٠٣ ترجمة) من بقايا هذا الكتاب، الذي تسميه بعض المصادر «تاريخ مصر» ، أو «تاريخ مصر المختص بالغرباء» ، وهى موزعة على (٢٧ بابا رئيسيا، فى مجال الأسماء) ، بها (٢٢١ بابا فرعيا) ، ترجم فيها ابن يونس ل (٦٩٨ ترجمة) . وهناك (٤ أبواب رئيسية فى باب الكنى) بها (٥ تراجم) . وقد قمت بترتيب هذه التراجم هجائيّا، وتوزيعها على أبوابها المختلفة.
خامسا- من السمات العامة لهذا الكتاب:
أ- عمّت فى كثير من تراجم هذا الكتاب الأنساب المختصرة.
ب- وزادت تراجمه وجازة واختصارا وتركيزا، بل سطحية فى عدد غير قليل من