والآخر- وهو صغير «١» ، يشمل الغرباء الواردين عليها. ثم عقّب، وأضاف قائلا:«وما أقصر فيهما. وقد ذيّلهما أبو القاسم يحيى بن على الحضرمى، وبنى عليهما»«٢» . فما مدى اكتمال كتابى ابن يونس؟ وهل- حقا، كما يرى ابن خلكان- لم يقصّر فى ذكر تراجمهما؟ ثم ما طبيعة عمل الحضرمى المشار إليه سلفا؟ ذلك ما نجيب عنه فى السطور التالية.
بادئ بدء أقرر أن الإحاطة التامة ليست مما يملكه بشر كائنا من كان، مهما جوّد وبذل، وضبط ونقّح. ومن هنا، فلا يمكن أن يكون ابن يونس قد أتى على جميع علماء مصر حتى عصره فى كتاب «تاريخ المصريين» ، وعلى كافة الغرباء فى «تاريخ الغرباء» . إلا أننا نقرر أنه جمع قدرا هائلا من هؤلاء وأولئك. ودليل ذلك- كما سيتضح بعد ذلك- أننى جمعت ما تيسر من بقاياهما، فبلغ مجموع ما جمعته منهما «٢١٦٤ ترجمة» ، القدر الأكبر منها- كما وصف ابن خلكان- داخل فى «تاريخ المصريين» ، الذي بلغ ما جمعته منه «١٤٦١ ترجمة» ، بينما الجزء الباقى- وهو الأصغر- يتمثل فى «تاريخ الغرباء» ، الذي بلغ ما جمعته من بقاياه «٧٠٣ ترجمة» . ولعل هذا الجهد الكبير الذي بذله مؤرخنا، وأنفق فيه الوقت والعمر هو ما عناه ابن خلكان، عندما نفى عنه التقصير.
والآن، نخص العلاقة بين عمل «الحضرمى»«٣» ، وكتابى ابن يونس بشىء من التوضيح والتفصيل فى النقاط الآتية:
أ- من المؤكد أن مؤرخنا لم يستوعب فى كتابيه جميع العلماء المصريين، والغرباء