عنه «١» . وهذه أعتقد أن ابن يونس كان ينوى الرجوع إليها؛ لاستكمال مادتها، لكنه لم يفعل. وقد تكون بقية مادتها العلمية لم تقتبسها المصادر، فغدت فى عداد المفقود.
ومن الجدير بالذكر أن هناك تراجم سطحية، اعترف ابن يونس نفسه فى نهايتها بأنه لم يجد عن أصحابها معلومات أكثر من هذا «٢» ، فسطحيتها- أصلا- نابعة من قصور مادتها العلمية، وهناك تراجم أخر، لم يصرح مؤرخنا بندرة معلوماته عنها، وإنما ذكر ذلك بعض الناقلين عنه، فقالوا: إن ما نقلوه هو كل ما ورد لديه، ولم يزد على ذلك «٣» . وأخيرا، فقد صادفتنى ترجمتان يمكن إلحاقهما تجوزا بالتراجم السطحية، وإن كان الأولى أن تسمى كل منهما ب «الترجمة الخالية» ؛ لأن مؤرخنا اكتفى فيها بذكر نسب المترجم له فقط، ولم يذكر أية معلومة عنه «٤» . والغالب أنه كان ينوى الرجوع إليهما لملء فراغهما، لكنه شغل، حتى عاجلته منيّته.
* خامسا، وأخيرا- الاستطراد:
من المعلوم أن قدرة المؤرخ على إلزام نفسه بالموضوع، الذي يتناوله دون إفراط ولا تفريط، مما يرفع مكانته فى عالم «التأريخ» . ولما كانت تراجم مؤرخنا «ابن يونس» - فى معظمها- متبعة أسلوب الإيجاز والتركيز، فقد كان من المنتظر أن يلتزم بموضوع الترجمة، فلا يخرج عنه إلا بقدر، كأن يشير إلى معلومات تتصل بالمترجم له «كبعض أفراد أسرته مثلا» إشارات خاطفة سريعة، بما لا يؤدى إلى الخروج عن الموضوع الأصلى