يتناسب مع طبيعة الكتاب باعتباره كتاب «تراجم» ، وبداخله بعض الأحداث التى تؤرخ للمصريين داخل بلادهم، ومن خلال مشاركتهم فى أحداث الفتوح خارجها. ويضاف إلى ذلك أن عنوان «تاريخ مصر» - على كثرة استخدامه- سيؤدى إلى الخلط بعنوان كتاب آخر هو «الغرباء» ، عند استعمال بعض المصادر له كعنوان مختصر، على نحو ما سنوضح بعد قليل.
[حول موضوع كتاب «تاريخ المصريين» ، وتوقيت تأليفه:]
الحق أن هاتين الجزئيتين- خاصة الأولى منهما- شائكتان؛ نظرا لضياع الكتاب المشار إليه. فبخصوص الموضوع الذي يتناوله هذا الكتاب، فإننا لا نجد فى بقاياه مقدمة، يشرح لنا فيها مؤرخنا «ابن يونس» :ماذا يقصد من وراء هذا الكتاب؟ وماذا يعنى بهذا العنوان؟ وما الذي سيتناوله فى ضوئه؟ ومن هنا جاءت الصعوبة؛ لأننا مضطرون لتتبع مسلكه فى التراجم المنسوبة إلى هذا الكتاب، ومحاولة استنباط مقصوده من خلالها، مع رصد مدى محافظته والتزامه بهذا المقصود، وذاك الغرض؛ كى نخرج- فى النهاية- بتصور- أقرب إلى الحقيقة- لما عناه بهذا العنوان.
ويمكننا ذكر ما تيسّر لنا من أنماط المصريين، الذين ترجم لهم ابن يونس فى «تاريخ المصريين» كما يلى:
أ- صحابة دخلوا مصر، وشهدوا فتحها، واختطوا بها، أولا «١» ، أو مرّوا بها عند التوجه لغزو إفريقية «٢» .
ب- من ولد بمصر، ولو كان من أصل غير مصرى، ثم عاش بها حتى مات «٣» ، أو