ينطبق على هذا الكتاب- فى تحديد موضوعه- نفس النهج، الذي اتبعناه فى «تاريخ المصريين» . وقد ذكر روزنثال «١» : أنه لفت نظر ابن يونس- لوضع هذا الكتاب- العلماء، الذين لم يولدوا فى مصر، لكن عاشوا ودرسوا فيها، وأقاموا بها ردحا «٢» من الزمن؛ فلوادى النيل جاذبية عظمى للغرباء معروفة من القدم.
والحق أن الشطر الأول من العبارة صحيح مقبول، لكن الشطر الأخير فيه نظر؛ لأنه ليس كل من ترجم له ابن يونس- كما سنرى- فى «الغرباء» قد أقام بمصر مدة طويلة، كما أن الباعث على الارتحال إلى مصر لم يكن المكث على ضفاف النيل، وإنما السعى لطلب العلم، والتلقى على علماء مصر العظام.
[ويمكن أن نذكر بعض أنماط الغرباء الواردين فى الكتاب المذكور كما يلى:]
أ- أشخاص قدموا مصر من بلدانهم ليسوا صحابة؛ طلبا للعلم «٣» ، أو أداء لمهمة «٤» ، أو ولاية لمنصب «٥» ، سواء ماتوا بها «٦» ، أم خرجوا عنها، فماتوا بغيرها «٧» . وهؤلاء ولدوا بغير مصر، ويرجعون إلى أصول غير مصرية «٨» .